وقال يعقوب: وتقول ما أثبت غَدَره أي ما أثبته عند الغدر. والغدر الحجرة واللخاقيق من الأرض المتعادية. يقال ذلك للفرس وللرجل إذا كان لسانه يثبت في موضع الزلل والخصومة. وإذا كان فعول في تأويل فاعل فإن مؤنثة بغير هاء نحو قولك رجل غدور وامرأة غدور، إلا حرفًا نادرًا قالوا هي عدوة الله. وتقول قد استغدرت ثَمّ غُدُر، أي صارت ثم غُدران.
وقال الخليل: تقول غدر يغدر غدرا إذا نقض العهد ونحوه، ولا تقول هذا رجل غدر ولا هذه امرأة غدرة.
وقال غيره: إنما يقال في النداء فقط وكذلك للمرأة يا غدار ولا يقولون هذه امرأة غدار.
قال الخليل: ويقولون للرجل غدار. وللمرأة غَدّارة. ويقولون يا ابن مَغْدِر، ويا مَغدِر، ويا آل مَغْدِر. ولا تقول العرب هذا رجل غُدَر لأن غدر عندهم في حال المعرفة. والغدير مستنقع ماء المطر صغيرا كان أو كبيرا، غير أنه لا يبقى إلى القيظ إلا ما يتخذ الناس من عِدّ أو وَجْد أو وَفْط أو صهريج أو حائر. والمغادرة ترك الشيء مُسْلَما. وليلة مغدرة شديدة الظلمة. وليلة غدرة بينة الغدر. وقول الله تبارك وتعالى:{لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} أي لا يترك كتاب الإحصاء شيئا. وتقول العرب: غادرت فلانا خلفي، أي خَلّفت. وأصل الغَدْر الموضع الكثير الحجارة والصعب الذي لا تكاد الدابة تتخلص منه. وكأن غادره تركه بالغَدَر فاستعمل ذلك كثيرا حتى صار المغادر المخلف، قال العجاج: