لها وهي مرصدة للمصالح, وأي مصلحة أكبر من تكثير أهل العلم, فبهم يظهر الدين ويتقوى أهله.
قال: ولو لم يكن ضحكة للشيطان لعلم بأدنى تأمل أن فساد الزمان لا سبب له إلا كثرة أمثال أولئك الفقهاء الذين يأكلون ما يجدون, ولا يميزون بين الحلال والحرام, تلحظهم أعين الجهال فيستجرؤون على المعاصي باستجرائهم, اقتداء بهم واقتفاء لآثارهم, ولذلك قيل: ما فسدت الرعية إلا بفساد الملوك, وما فسد الملوك إلا بفساد العلماء. فنعوذ بالله من الغرور والعمى فإنه الداء الذي ليس له دواء)).
وقال في كتاب ذم الغرور أيضا:((فالعلم المهم هو معرفة سلوك الطريق, وقطع عقبات القلب التي هي الصفات المذمومة, فهي الحجاب بين العبد وبين الله, وإذا مات ملوثا بتلك الصفات كان محجوبا عن الله.
ومثال المقتصر على علم الفقه مثال من اقتصر من سلوك طريق الحج على علم خرز الرواية والخف, ولا شك في أنه لو لم يكن لتعطل الحج, ولكن المقتصر عليه / ليس من الحاج في شيء)).
قال: ومن هؤلاء من اقتصر من علم الفقه على الخلافيات, ولم يهمه إلا تعلم طرق المجادلة والإلزام, وإفحام الخصوم, ودفع الحق؛ لأجل الغلبة