كان العلماء من قدماء أصحابنا يعتنون بـ:" مختصر المزني " رحمه الله حفظا وشرحا, وبسببه سهل تحصيل مذهب الشافعي رحمه الله على طلابه في ذلك الزمان, وسمعه من المزني خلق عظيم من الغرباء, ورحل إليه بسببه, وامتلأت بنسخه البلدان حتى إنه بلغني أن المرأة كانت إذا جهزت للدخول على زوجها حمل في جهازها مصحف ونسخة من " مختصر المزني ", فاشتهروا اشتهارا عظيما, وانتفع به أئمة أكابر, وتخرج به المشايخ, وتفقه به معظم الأصحاب.
ويروى عن المزني رحمه الله أنه قال: بقيت في تصنيف هذا " المختصر " ست عشرة سنة, وما صليت الله تعالى في طول هذه المدة فريضة ولا نافلة إلا سألت الله عز وجل البركة لمن تعلمه ونظر في وجاء عن أبي العباس بن سريج رحمه الله تعالى أنه كان يقول في " المختصر ":