للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والآثار في ذلك مختلفة جدًّا، وقع من ذلك في كتاب «السنن» للدارقطني رواياتٌ اختلفت على أربع صفات:

إحداها: أنه لم يصلِّ على شهداء أحد (١) .

والثانية: أنه صلَّى على حمزة، ولم يُصلِّ على غيره (٢) .


= النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يدفنون التسعة، ويَدَعون حمزة، ويجاء بتسعة، وحمزة عاشرهم، فيُصلِّي عليهم، فيَرْفَعون التسعة، ويَدَعون حمزة.
وحصين هو: ابن عبد الرحمن الكوفي، أحد الثقات المخرج لهم في «الصحيحين» ، وأبو مالك الغفاري: اسمه: غزوان، وهو تابعي ثقة، روى عن جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم-، ووثقه يحيى بن معين.
ولكن الحديث مرسل. فهو ضعيف.
كما أن الحديث قد أخرجه الدارقطني (ص ١٩٣- ط. الهندية) ، وابن أبي شيبة في «المصنف» (٣/١١٦) ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١/٢٩٠) ، والبيهقي في «الكبرى» (٤/١٢) .
وقد رد ابن التركماني في «الجوهر النقي» تضعيف الحديث فقال: قد جاء في هذا الباب حديث صحيح، فروى جابر قال: فقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمزة، فذكر حديثاً طويلاً، وفيه: ثم جيء بحمزة، فصلَّى عليه، ثم يجاء بالشهيد، فيوضع إلى جانب حمزة فيُصلِّي عليه، ثم يرفع، ويترك حمزة، حتى صلّى على الشهداء كلهم. الحديث الذي أخرجه الحاكم بطوله؛ في كتاب الجهاد من «المستدرك» ، وقال: صحيح الإسناد، وذكر البيهقي في «الخلافيات» أن الشافعي قال منكراً لهذا الحديث: شهداء أحد اثنان وسبعون، فإذا صلى عليهم عشرة عشرة لا تكون الصلاة أكثر من سبع أو ثمان، فنجعله صلَّى على اثنين صلاة، وعلى حمزة صلاة، فهي تسع صلوات، فمن أين جاءت سبعون؟.
ثمَّ تابع ابن التركماني في «الجوهر النقي» ، فقال: والذي في «مراسيل» أبي داود، عن أبي مالك: أَمَر -عليه السلام- بحمزة فوضع، وجيء بتسعة، فصلَّى عليهم، فرفعوا، وتُرِك حمزة، ثم جيء بتسعة، فوضعوا، فصلى عليهم سبع صلوات، حتى صلى على سبعين، وفيهم حمزة، في كل صلاة صلاها.
فصرح بأنه صلَّى سبع صلوات على سبعين رجلاً، فزال بذلك ما استنكره الشافعي، وظهر أن ما رواه أبو داود؛ ليس بمعنى ما رواه البيهقي. ا. هـ. كلامه.
وقال الحافظ ابن حجر في «التلخيص» (ص ١٥٩) : «أنه صلى على سبعين نفساً، وحمزة معهم كلهم، فكأنه صلى عليه سبعين صلاة» .
(١) مضى من حديث جابر. أخرجه البخاري وغيره.
(٢) أخرجه الدارقطني في «سننه» (٤/١١٦-١١٧) ، أو: (ص ٤٧٤-ط. الهندية) ، -ومن طريقه =

<<  <   >  >>