للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - النجش (١):

وهذا يحدث كثيرا، وبصورة متعددة ومنظمة تبرز عبر عروض يقدمها من محافظه ومحافظ أخرى يديرها أو يشرف عليها، ويتم تدوير الأسهم فيها موهما غيره من المضاربين بتحرك هذا السهم وقوة الطلب عليه، حتى يرتفع السهم ويقبل صغار المستثمرين بالتهافت عليه فيقوم ببيع أسهمه الكثيرة، وقد يهوى السوق فيقوم بشرائها ... وقد يكون العكس وعبر بث إشاعات مغرضة وكاذبة مخيفة عن سهم معين فيتدافع الناس ببيعه فيقوم بشرائه، أو تكون الإشاعات الكاذبة عن أسباب تؤدي إلى ارتفاعه حتى يقوم ببيع ما يملكه من أسهم ...

وصور النجش كثيرة، جماعها رفع السعر أو خفضه من أجل التغرير بالآخرين، حتى يتمكن من البيع أو الشراء، وعن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تناجشوا» (٢)، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النجش» (٣).

وقال ابن أبي أوفى: الناجش آكل ربا خائن. قال البخاري: وهو خداع باطل، لا يحل. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الخديعة في النار، ومن عمل


(١) أصله: الاستثارة، وهو لغة: الختل وهو الخداع. لسان العرب ٦/ ٣٥١، تاج العروس ١٧/ ٤٠٣، غريب الحديث لابن قتيبة ١/ ١٩٩.
النجش: هو أن يزيد في ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها وإنما يغري بذلك غيره.
انظر: صحيح البخاري ٢/ ٧٥٣، بتحقيق مصطفى ديب البغا، صحيح مسلم ٢/ ١٠٣٣، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، التمهيد ١٨/ ١٩٣، فتح الباري ٤/ ٣٥٥، غريب الحديث لابن الجوزي ٢/ ٣٩٤، أنيس الفقهاء، ص٢١٢.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب النكاح/ باب تحريم الخطبة على خطبة أخيه حتى يأذن أو يترك ١٤١٣، ٣/ ١٠٢٢.
(٣) قال ابن حجر في الفتح ٤/ ٣٥٥: إسناده لا بأس به.

<<  <   >  >>