للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصبح أسير ديون استحوذت على حيز كبير من مدخلاته بعد أن أجهزت على أملاكه ومدخراته (١) (٢)، وإن كانوا يتحملون جزءا مما حصل لهم نتيجة قراراتهم الخاطئة وغير المدروسة.


(١) وقد جاء الإسلام مشدِّدًا على إبراء الذمة من الدَّين؛ فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله، أتُكَفَّر عني خطاياي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعم؛ إن قتلت وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر»، ثم قال: كيف قلت؟ فأعاد عليه، فقال: «نعم، إلا الدَّين؛ فإن جبريل أخبرني بذلك». أخرجه مسلم.
وعن أبي قتادة قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل ليصلي عليه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «صلوا على صاحبكم؛ فإن عليه دينا». فقلت: هو علي يا رسول الله. قال: «بالوفاء؟»، قلت: بالوفاء. فصلى عليه.
قال الحافظ ابن حجر: (قال العلماء: كأن الذي فعله عليه الصلاة والسلام مِنْ تَرْكِ الصلاة على من عليه دين ليحرض الناس على قضاء الديون في حياتهم، والتوصل إلى البراءة منه ....) فتح الباري ٤/ ٤٧٨.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر من الاستعاذة من الدَّين، وهذا يؤكد التحذير من الاقتراض لغير حاجة وكراهته؛ فعن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو في الصلاة: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم». فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الرجل إذا غرم حدَّث فكذب ووعد فأخلف». رواه البخاري في صحيحه.

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بهؤلاء الكلمات: «اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء». رواه النسائي برقم (٥٣٨٠).
(٢) في جريدة الرياض، عدد (١٣٧٥٠)، الأربعاء ١٦ محرم ١٤٢٧هـ: (حذَّر صندوق النقد الدولي الجهات المالية السعودية من تضخم الأسعار في سوق الأسهم السعودية؛ مطالبًا بإجراءات سريعة في الحدِّ من القروض الممنوحة للاستثمار في سوق الأسهم والقروض الاستهلاكية، وهو ما صدر مؤخَّرًا من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي في تحديد نسبة القروض ...) مقال كتبه عبد العزيز الرّبعي.

<<  <   >  >>