لإبطال الإيجاب ليس لإبطال الاستحباب وإلاّ فالنبي - صلى الله عليه وسلم - صامه وأمر بصيامه.
وشرع لنا مخالفة أهل الكتاب بصيام يوم قبله فقد ثبت في الصحيح عند مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع»، فلم يأت العام المقبل إلا قد تُوفي - صلى الله عليه وسلم -.
وجاء الأمر بصيام يوم قبله ويوم بعده أخرجه أحمد وأهل السنن من طريق ابن أبي ليلى محمد بن عبد الرحمن عن داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس ومحمد بن عبد الرحمن سيئ الحفظ جدًّا فهو بهذا اللفظ لا يصح، ولكن صح عن ابن عباس كما أخرجه الطبري في تهذيب الآثار أن ابن عباس كان يصوم (٩ و١٠ و١١)، فلا بأس فهذه سنة صحابي وفيها كمال المخالفة فليس ببدعة بل هي مشروعة وإذا صام الإنسان (٩ و١٠) كفى وحصلت السنة، ويحصل نظير السنة إذا صام (١٠ و١١).
مسألة:
هل صيام أهل الكتاب لهذا اليوم فيه مشابهة لهم؟
الجواب: ليس فيه مشابهة لهم حينما نصوم يوم عاشوراء؛ لأننا نأخذ بالسبب الذي أخذوا به وهو لنا شرع صحيح وهم أخذوا به وهم كفار فلا ينفعهم شيئًا، على أن أهل الإسلام حين يصومون يوم عاشوراء إنما يخالفون أهل الكتاب فقد أخرج مسلم من طريق صدقة بن عمران عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى الأشعري كما هو