للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لِأنَّهَا جِمامُ النَّفْسِ ومُسْتَراحُ القَلْبِ، وَإليْهَا تُصْغِي الأَسْمَاعُ عِنْدَ المحُادَثَةِ، وبِهَا يَكُوْنُ الاستِمْتَاعُ في المؤانَسَةِ). (١)

قال الأصمعيُّ (ت ٢١٦ هـ) - رحمه الله -: (النوادر تشحذ الأذهان، وتفتح الآذان). (٢)

أما بعد

فقد غلَّبَ الناصحون في حديثهم قبل رمضان، الحديثَ عن النَّهَمُ في المشتريات والإسراف في المأكولات ... إلخ الكلام المعروف.

أما الآن فقد خفى هذا الصوت ـ بعض الشئ، ولا لَوْم ـ؛ لِوجود ما هو أعظم وأطمُّ، أقصد به تلك الاستعدادات الهائلة في القنوات الفضائية من شهر محرَّم ـ قبل رمضان بِـ ٨ أشهر ـ إلى إعداد مسلسلات فيها محرَّمات، وفيها إساءة للدين، واستهزاء بما جاء به سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -، وتشويه للتاريخ الإسلامي، وخلفاء المسلمين، فخزي ـ والله ـ صدور هذه المهازل في بلاد المسلمين كلها؛ استخفافاً بمكانة هذا الشهر الفضيل المبارك، شهر القرآن، والنوافل، والصدقات، والبرِّ، والجود، والإحسان!!

هذا الاستعداد لرمضان منذ ثمانية أشهر، لأجل ماذا؟

أَلأَجْلِ أن الصيام ثقيل، ورمضان حزين، أم لتقريب العباد لرب العالمين؟!


(١) «التطفيل» للخطيب ـ تحقيق عٌسيلان ـ (ص ٥٩).
(٢) «التطفيل» للخطيب (ص ٦٠).

<<  <   >  >>