للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمره، وعامة المستقيمين والمستقيمات على شرعه، من لدن المنافقين في العالم الإسلامي ... ـ قاتلهم اللهُ أنى يؤفكون ـ.

هذا، وقد أخذَتْ المحاضراتُ والمسامرات حيِّزاً لابأس به في كتب التراث، وللعلم: فالتراث العربي والشرعي لايحيط به فرد أو مجموعة، لكثرته وتعدده، مع ما جُهِل عنوانه، أو عُلِمَ ولم يعرف مكانه. (١)

هذه الكتب في مجال المسامرة والمحاضرة، والإمتاع والمؤانسة فيها خروج من الجِدِّ إلى أبواب من الهزل المباح، تلقيحاً للفكر، وترويحاً للنفس، فأَلقِ نظرة عابرة في ... «عيون الأخبار» لابن قتيبة، و «الكامل» للمبرد، و «الإمتاع والمؤانسة» و «البصائر» للتوحيدي، و «ألف باء للألباء» للبلوي، «بهجة المجالس وأنس المجالس» لابن عبدالبر، و «محاضرات الأدباء» للراغب، و «ربيع الأبرار» للزمخشري، و «العِقْد» لابن عبدربه، و «زهر الآداب»، و «مسامرة الندمان»، و «نشوار المحاضرة» للتنوخي، و «كنز الكتاب»، و «الجليس الصالح» للجريري، و «لمح الملح»، وعَددٍ من كتب أبي منصور الثعالبي (ت ٤٢٩ هـ)، وغيرها كثير، ستجد المتعة والمُلَح، والفائدة في اللغة والأدب.

قال الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣ هـ) - رحمه الله -: (ولم تزَلْ أفَاضِلُ النَّاسِ وأكابِرُهُمْ تُعجِبُهُمْ المُلَحُ، ويُؤُثِرُونَ سَمَاعَهَا، ويَهُشُّونَ إلى المذَاكَرَةِ بِهَا؛


(١) في مقدمة كتابي «منهج الدميري في كتابه حياة الحيوان» استطراد في بيان أهمية كتب التراث الإسلامي، وغَنَائِه بكل ما يمتع ويفيد؛ وإنكار تغريب الثقافة.

<<  <   >  >>