للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنَّ أحاديثَ السَّمَر والمذاكرة ـ وهذه منها ـ تتسم بالتخفف من قيود التقييد، وشروط التحديث (١) فيها إطلاق للقلم على سجيته بعد مراعاة المحاذير الشرعية؛ لترويح النفس (٢) وإن لم يكن ثمة جدٌّ في العلم، كانتشار الاستراحات في وقتنا وإن لم يكن ثمة تعب في البدن= مثل حال السابقين الكادحين.

مع أنَّ أحاديثَ السَّمَر أهم من الاستراحات، لأنها تغذية للمعرفة في الغالب، وفي الاستراحات تخمة في البدن غالبه.

وأمر آخر: عند السابقين تعب في البدن وراحة في النفس، وعند اللاحقين راحة في البدن وتعب في النفس؛ فأدب السمر لتخفيف شئ يسير ـ لمن أحب القراءة ـ، وترويح عن الهم الجاثم على قلوب المسلمين الغيورين، من ضعف وهوان الأمة الإسلامية، وشيوع التمرد على أحكام الدين، والاستهزاء بشعائره وعلمائه وولاة


(١) بالمناسبة: هل توجد دراسة جامعية في «السُّنَّة وعلومها» عن أحاديث المذاكرة؟ ثم وجدت كتاباً بعنوان «فن المذاكرة عند المحدِّثين ـ معالمه وأعلامه ـ» د. محمد بن إبراهيم العشماوي المصري، ط. جائزة دبي الدولية للقرآن ١٤٣٤ هـ، مجلد لطيف (١٥١ صفحة)، وانظر فيه (ص ١٢٩ ـ ١٣٤).
(٢) انظر: «الكامل» للمبرِّد (٢/ ٨٤٩)، وغيره كثير ممن تحدث عن ترويح النفوس، فإنها تمَلُّ كما تمَلُّ الأبدان.

<<  <   >  >>