للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضاً كما في «مجموع الفتاوى» (٢٨/ ١٠٧) وعنه: ابن القيم في «الطرق الحكمية» (٢/ ٦٨٣): (فصل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتم إلا بالعقوبات الشرعية؛ فإن الله يزع بالسلطان. ما لا يزع بالقرآن. وإقامة الحدود واجبة على ولاة الأمور؛ وذلك يحصل بالعقوبة على ترك الواجبات وفعل المحرمات).

قال الشاطبي (ت ٧٩٠ هـ) في «الاعتصام» (١/ ٢٩٣): ( ... لأن الإعذار والإنذار الأخروي قد لا يقوم له كثير من النفوس، بخلاف الدنيوي، ولأجل ذلك شرعت الحدود والزواجر في الشرع، وإن الله يزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن، فالمبتدع إذا لم ينتهض لإجابة دعوته بمجرد الإعذار والإنذار الذي يعظ به، حاول الانتهاض بأولي الأمر، ليكون ذلك أحرى بالإجابة).

ذكر الشيخ ابن باز كما في «فتاويه» (١/ ١٢٩): (وفي الأثر المشهور عن عثمان - رضي الله عنه - وهو مروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ـ أيضا ـ إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).

وذكر ـ أيضاً ـ في «فتاويه» (٥/ ٦٧) أنه قد ثبت عن عثمان، فقال: (وقد ثبت عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - الخليفة الراشد أنه قال: إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

ويروي عن عمر - رضي الله عنه - أيضاً).

سئل الشيخ ابن عثيمين في «لقاء الباب المفتوح» لقاء رقم (١٣٠):

س: ما معنى هذا الحديث وما مدى صحته: «إن الله لَيَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن»؟

فأجاب: لا يحضرني الآن عن صحته شيء؛ لكن معناه: أن من الناس من لا يصلحه إلا قوة السلطان، ومن الناس من يصلحه القرآن، إذا قرأ القرآن اتعظ وانتفع، ومن الناس من هو شرير لا يصلحه إلا السلطان، ويدل لهذا أن الزاني إذا زنا ماذا يُصنع به؟ يُجلد، لا نقول: نأتي به، نقرأ عليه

<<  <   >  >>