وابن قتيبة (ت ٢٧٦ هـ) في «أدب الكاتب»(ص ٣٤٦) قال: (و «وزعت الناقة» كففتها، وجاء في الحديث:«من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن»، ومنه الوازع في الجيش، ولا بد للناس من «وزعة» أي: من سلطان يكفهم).
ومثله الهروي (ت ٤٠١ هـ) في «الغريبين»(٦/ ١٩٩٥)، وعلق عليه بقوله:(أراد من يكف عن ارتكاب العظائم مخافة السلطان أكثر ممن يزع القرآن يكفه خوف الله تعالى).
والطرطوشي (ت ٥٢٠ هـ) في «سراج الملوك»(ص ٦١) ولفظه: (إن الله تعالى ليزع بالسلطان مالاً يزع بالقرآن). قال معناه: يدفع.
ونشوان الحميري (ت ٥٧٣ هـ) في «شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم»(١١/ ٧١٥١)، والمُنَجَّى بن عثمان التنوخي الحنبلي (ت ٦٩٥ هـ) في «الممتع في شرح المقنع»(٢/ ٢٩٥) كلاهما بمثل لفظ الطرطوشي.
وابن كثير (ت ٧٧٤ هـ) في «تفسيره»(٥/ ١١١) قال: (وفي الحديث: «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن». أي: ليمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام، ما لا يمتنع كثير من الناس بالقرآن، وما فيه من الوعيد الأكيد، والتهديد الشديد، وهذا هو الواقع).
قلت: يحتمل أنه يريد بالحديث الموقوف لا المرفوع.
وابن الأزرق الأصبحي الأندلسي (ت ٨٩٦ هـ) في «بدائع السلك في طبائع الملك»(١/ ١٠٧) قال: (الْحِكْمَة الرَّابِعَة إِنَّه يدْفع بتخويفه وتهديده مَالا يدْفع بِالْقُرْآنِ بتكرار وعظه وترديده فِي الحَدِيث: «إِن الله ليزع بالسلطان مَالا يَزع بِالْقُرْآنِ»
وَقَالَ الطرطوشي مَعْنَاهُ ليدفع قلت وَذَلِكَ لما فِي الطباع البشرية من الْعدوان والاستعصاء عَن الطَّاعَة وَمن ثمَّ قَالَ ابْن الْمُبَارك: