للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: الدعوة للتوحيد والأخلاق والتمسك بهما معًا وقبل كل شيء:

إذا كان التوحيد يسبق الشريعكة والمنهاج في الالتزام والاعتقاد والدعوة .. فإنه لا يسبق الأخلاق والالتزام بها والتربية عليها، بل هما متلازمان كتلازم الماء للشجر، والروح للجسد.

صحيحٌ أن كثيرًا من الدعاة قد أدركوا ما للتوحيد من أهمية بالغة في البناء والتربية، وأنه لا يحل أن يسبقه شيء من جهاد أو سياسة أو غير ذلك، ولكنهم ما يزالون يعانون من نقص حاد في التربية الأخلاقية، الأمر الذي نجم عنه ثغرات كبيرة في العمل الإسلامي، وشروخ عميقة صدعت الجماعات الإسلامية، وأوهنت قواها، بل وشتت شملها.

إن إهمال مسألة تربية الأفراد على الأخلاق، يعني بالضرورة فشل العمل الإسلامي، وقد تجرع العاملون للإسلام مرارة سوء الخلق، فحصدوا التفرق والشتات، وجنوا البغضاء والمهاترات وشماتة الأعداء، فكان الفشل مطافهم، مما هو ثمرة أكيدة من ثمار سوء الأخلاق.

وإن من أهم ما يلفت النظر في هذه القضية البالغة الأهمية، أن كثيرًا من المسلمين فقدوا الأخلاق، وفقدوا معناها إلا من رحم الله.

فإنك إذا ما أردت أن تصلح بين اثنين، فقلت

<<  <   >  >>