للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مدرسة النبوة، فكان كل واحد منهم أمة في سلوكه، إمامًا في أخلاقه، رغم تفاوتهم في العلم والمعرفة.

وخلاصة هذا الأصل أن لا يهمل المربي مسألتين:

الأولى: مواكبة الخلق للتوحيد من حيث الأولوية في العملية التربوية.

التأكيد على حسن خلق القدوة، لأن الطالب يحاكي مربيه شاء أم أبى، شعر بذلك أم لم يشعر.

ثالثًا: الاتباع لا الابتداع:

لقد كان سلفنا أحرص الناس على الاتباع، وأبعد الناس عن الابتداع، وكان الاتباع عندهم أوسع مما ندركه، وكان الابتداع في الدين عندهم أشمل مما نعرفه، والآيات والأحاديث في ذلك أشهر من أن تذكر، وعبارات السلف في هذا أكثر من أن تحصى.

فالاتباع عندهم في كل صغيرة وكبيرة، والابتداع في الدين عندهم كذلك في كل صغيرة وكبيرة.

عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ وَبِشْرٌ يَخْطُبُنَا فَلَمَّا دَعَا رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ عُمَارَةُ: قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَخْطُبُ إِذَا دَعَا يَقُولُ هَكَذَا وَرَفَعَ السَّبَّابَةَ وَحْدَهَا"

<<  <   >  >>