وعبد الملك بن مروان أول من قال: الملك عظيم، فصارت مثلا، ولعمرو يقول عبد الملك: أمكر وأنت في الحديد. وكان عمرو مكبلا: فقال له: إن رأيت ألا تفضحني بأن تخرجني إلى الناس فتقتلني بحضرتهم. ففطن له ما قال، فصارت مثلا لمن أراد يمكر وهو مقهور.
وهجا الفرزدق عنبسة الفيل، وذلك أنه كان يفضل جريرا على الفرزدق ويروى قصائده، فقيل للفرزدق: هاهنا رجل يعيب شعرك، ويروي قصائد جرير فيك، ويفضله عليك. قال: من هو؟ قالوا: عنبسة بن معدان من مهرة
قال: أهو من أهل البصرة، ولديه منزل؟. قالوا نعم. قال: ويحكم! رجل من مهرة له منزل بالبصرة لا أعرفه إن هذا لعجب!. أروني داره. فأروه داره، فقال هذه دار معدان الفيل، فمتى كان هذا من مهرة هذا قدم أبوه البصرة أيام عبد الله بن عامر فأثرى. وأنشأ يقول:
لقد كان في معدان والفيل راجز ... لعنبسة الراوي علي القصائدا
فروى هذا البيت بالبصرة، فلقى أبو عيينة بن المهلب عنبسة على باب بعض الولادة فقال له: يا عنبسة ما أراد الفرزدق بقوله:
لقد كان في معدان والفيل زاجر
فقال: لم يقل والفيل إنما قال: واللؤم، فقال أبو عيينة والله إن شاء فررت منه إلى اللؤم لأمر عظيم.
قالوا: رب رمية كم غير رام، ورب لقب قد وضع من شريف وأزرى بكريم.
قال الجاحظ: ربما كان اسم الجارية غليم، وصبية، فيستملح ذلك إذا كانت حديثة السن، فإذا اكتملت تغير ذلك الاستملاح، وإذا صارت عجوزا ولها أولاد وصار بنوها رجالا، وبناتها نساء، فما أقبح حينئذ أن يقال لها: يا غليم، وكيف أصبحت يا صبية. ولأمر ما كنت العرب البنات، فقالوا: ما فعلت أم الفضل. وقالت أم عمرو. وذهبت أم حكيم.