والعرب تقول: رب قول أنفذ من صول. ألا ترى إلى علقمة بن علاثة بن الأحوص بن جعفر بن كلاب كيف بكى من قول الأعشى:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم ... وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
يراقبن من جوع خلاء مخافة ... نجوم الثريا الطالعات الشواخصا
فما ذنبنا أن جاش بحر ابن عمكم ... وبحرك ساج ما يواري الدعامص
أتاني وعيد الحوص من آل جعفر ... فيا عبد عمرو ولو نهيت الأحاوصا
والعرب لا ذل عندها أذل من البكاء. ويمدحون الشدة والقساة. وقال:
يبكي علينا ولا نبكي على أحد ... لنحن أغلظ أكباداً من الإبل
وقال أحمد بن الحسين المتنبي. قليل له المتنبي لفظنته:
وإنه المشير عليك في بضلة ... فالحر ممتحن بأولاد الزنا
وإذا الفتى طرح الكلام معرضاً ... في مجلس أخذ الكلام اللذعنى
ومكائد السفهاء واقعة بهم ... وعداوة الشعراء بئس المقتنى
قال أبو عبيدة وقد قيل له: أيما أشعر أبو نواس أو ابن أبي عيينة، أنا لا أحكم بين الشعراء الأحياء. فقيل له: سبحان الله أما يتبين هذا لكل أحد؟ فقال: أنا ممن لم يتبين له.