فقيل لأمير المؤمنين: إنك لا تعود اخوتك وكبراء أهلك، وقد عدت أحمد فقال: وكيف لا أعود رجلا ما وقعت عينه علي قط إلا ساق إلي أجراً، وأوجب لي شكراً.
وقال أبو العيناء: قلت لابن أبي دؤاب في شأن قوم من أهل البصرة تألبوا علي إنهم قدموا
من البصرة إلى سر من رأى يداً علي. فقال: يد الله فوق أيديهم. فقلت إن لهم مكراً. فقال:(ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين). فقلت: إنهم كثير. قال:(كم من فئة غلبت فئة كثيرة بأذن الله). فقلت: لله در القاضي، هو والله كما قالت الصموت الكلابية:
لله درك أي جنة خائف ... ومتاع دنيا أنت للحدثان
متخمط يطأ الرجال بحليه ... وطء الفنيق دوارج القردان
ويكبهم حتى كأن رءوسهم ... مأمومة تنحط للغربان
ويفرج الباب الشديد رتاجه ... حتى يصير كأنه بابان
فقال لابنه أبي الوليد: اكتبها. فكتبها بيده بين يديه.
وقال للمتوكل وقد نكبه:
أمير المؤمنين اسمع كلامي ... فإن العبد يحسن إن أساءا
دنا منك العدو وغبت عنه ... فنال بقربه ما كان شاءا
ولو كنت الغريب ولم يكنه ... تحاميني ولم تخش اعتداءا