وعلى كلٍّ فالغرض منه مَدْح ابنه سهيل حيث وافق ما قاله حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- المرفوع، فأثنى عليه بفطنته، وإصابته الحقّ، والله تعالى أعلم.
وقوله:(ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ جَرِيرٍ، عَنْ سُهَيْلٍ) فاعل "ذَكَر" ضمير عبد العزيز الماجشون.
[تنبيه]: رواية عبد العزيز الماجشون عن سهيل بن أبي صالح هذه ساقها البيهقيّ رحمهُ اللهُ في "كتاب الزهد الكبير"، فقال:
(٨٠١) - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن المؤمل، ثنا الفضل بن محمد بن المسيب، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا عبد العزيز الماجشون، عن سهيل بن أبي صالح، أنه قال: كنت مع أبي غداة عرفة، قال: فوقفنا لعمر بن عبد العزيز للنظر إليه، وهو أمير الحاجّ، قال: فقلت: يا أبتاه والله إني لأرى الله يحب عمر، قال: لِمَ أيْ بُنَيّ؟ قال: قلت: لِمَا أراه دخل له قلوبَ الناس من المودّة، قال: فقال: بأبيك أنت، سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله إذا أحب عبدًا نادى جبريل، إن الله قد أحب فلانًا، فأحبوه، قال: فإذا كان ذلك كان له القبول، والمودة عند أهل الأرض، وإذا أبغض الله عبدًا نادى جبريل، فقال: يا جبريل إن الله قد أبغض فلانًا، فأبغضوه، فينادي جبريل في السماء، إن الله قد أبغض فلانًا، فأبغضوه، فإذا كان ذلك وُضعت له البغضة عند أهل الأرض". انتهى (١).