للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الجاهليَّةِ وأوَّلِ الإسلام، إلَى أنْ أحدَثَت حِلْفًا بينهَا وبينَ أَهْلِ اليمَنِ أيَّام ابن الزبير وبنِي مَروانَ، وذلك في غاراتِ عُميرِ بنِ الحُبابِ السُّلميِّ على كلبٍ، وغاراتِ حُميدِ بنِ حُرَيثِ بنِ بَحدَلٍ الكلبيِّ على فَزارَةَ، فلم تزَلْ كلبٌ واليمنُ يشُدُّونَ ذلك الحِلفَ، ويحتجُّونَ بحديثِ عمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهَنِيِّ (١)، وكانت له صُحبةٌ وسابقةٌ في الإسلام وطاعةٌ في قومِه، فمالوا إلى قولِه.

قال أبو عُمرَ : ومثلُ حديثِ عمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهَنِيِّ حديثُ عُقبَةَ بنِ عامرٍ الجُهَنِيِّ، رواه جريرُ بنُ حازمٍ، عن ابنِ لهيعَةَ، عن مَعروفِ بن سُوَيدٍ، عن أبي عُشَّانَةَ المَعافِرِيِّ (٢)، عن عُقبة بن عامرٍ الجُهَنِيِّ في حديثٍ ذكَرَه، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، أمَا نحن من مَعَدٍّ؟ قالَ: "لا"، قلتُ: مَن نحن؟ قال: "أنتم قُضاعةُ بنُ مالك بنِ حِميَرَ" (٣)، فعلَى هذا قُضاعةُ في اليمن في حِميَرَ بنِ سبأ.

ولا يختلِفُونَ أن جُهينةَ ابْنُ زيدِ بن سُودِ بنِ أسلُمَ بنِ عِمرانَ بن


= ١٠/ ٣٨٢، ١٥/ ٦١٢، ونزهة الألباء ص ٣٨.
(١) أخرجه أحمد ٣٩/ ٥٢١ (٧٩)، والطبراني في المعجم الكبير (٦٥٥٤).
(٢) في س: "العامري".
(٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٥/ ٢٦١، وابن أبي خيثمة في تاريخه ٢/ ٧٦١، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٧٢٤) من طريق جرير بن حازم به، وأخرجه ابن وهب في الجامع (٢٣)، والروياني في "مسنده" (٢٢٨)، والطبراني في المعجم الكبير ١٧/ ٣٠٤ (٨٣٩) من طريق ابن لهيعة به.

<<  <   >  >>