للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بابٍ إلَّا دخَلَ مِنه طائفةٌ مِنَ الناسِ (١).

وقد اختُلِفَ في قُريشٍ؛ فقالَ أكثَرُ الناسِ: كلُّ مَن كانَ مِن وَلَدِ النَّضرِ بنِ كِنانَةَ فهو قُرشيٌّ، وحُجَّتُهم في ذلك حديثُ الأشعَثِ بن قيسٍ الكندِيِّ، قال: قدِمْتُ على رسول الله في وفدِ كِندَةَ، فقلْتُ: أَلَسْتُم مِنَّا يا رسولَ اللهِ؟ فقال: "لا، نحن بنو النَّضرِ بنِ كِنانَةَ، لا نقفُو أمَّنا ولا ننتفِي مِن أبينا" (٢).

وقالَ مُصعَبٌ الزُّبيريُّ: كلُّ مَن لم ينتسِبْ إلَى فِهْرٍ فليسَ بقُرشيٍّ (٣).

وقالَ علِيُّ بنُ كَيسانَ: فِهْرٌ هو أبو قُريشٍ، ومَن لم يكُنْ مِن وَلَدِ فِهْرٍ فليسَ مِن قُرَيْشٍ (٣).

وهذا أصحُ الأقاويل (٤) في النِّسبَةِ لا في المعنَى الذي من أجله سُمِّيَت قُرَيشٌ قُريشًا.

والدَّليلُ على صحَّةِ هذا القول أنَّه لا يُعلَمُ اليومَ قُرشِيٌّ في شَيْءٍ مِن


(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤/ ٢٦، وابن أبي خيثمة في تاريخه ٢/ ٧٢٣ (٣٠٠٧)، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ ١/ ٥١١، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٦/ ٣٧٣ من طريق الحسن به.
(٢) سيأتي تخريجه في ترجمة الأشعث بن قيس ص ٢٦٥ من الاستيعاب.
(٣) الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة ١/ ١٢٩.
(٤) في م: "الأقوال".

<<  <   >  >>