للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

شَأْنهما، فقال لعامرٍ: أنت مُدْرِكَةُ، وقال لعمرٍو: أنتَ طابخةُ. ورُوِي أيضًا في هذا عن طائفةٍ مِن أهلِ النسبِ أنَّهم قالوا: وَلَد إلياسُ بنُ مضر ثلاثةً: عامرًا، وعمرًا، وعميرًا، وأُمُّهم خندفُ ابنةُ عمرانَ بنِ الحافِ بنِ قُضاعَةَ، ويقالُ: اسمُها لَيْلَى، ومنهم مَن قال: إنَّها مِن الأَزْدِ، ولا خِلافَ أنَّ أمَّهم خندفُ، وإليها يُنْسَبُ ولدُ إلياسَ ابنِ مُضَرَ.

قال بعضُهم: وإِنَّما سُمِّيت ليلَى خِندَفَ، وبَنُوها بها؛ لأنَّهم نَزَلَوا منزلًا فيما يَسيرون ويَبْتَغون مِن مواقِع السحابِ، فأثاروا مِن بين ركائبِهم أرْنبًا، فَعَنّت مُنْطَلِقةً بين رِحالِهم، فخَرَجَتْ لَيْلى تَسْعَى على أثَرِها، فمرَّت بزوجِها إلياسَ بنِ مضرَ، فقال لها: أين تُخَنْدفين يا لَيْلَى؟ فسُمِّيت لَيْلَى بعدَ ذلك لهذا القولِ خِندَفَ، وَمَضَى عمرٌو وعامرٌ في طَلَبِ الأرنبِ، فأدْركَها عمرٌو، فسُمِّي بإدْراكِه لها مُدْرِكَةَ، فلمَّا جَاء بها إلى أبيه وأمِّه دَفَعها إلى عامرٍ فطَبخها، فسُمِّي بطبْخِه إياها طابخةَ، وأمَّا عميرٌ فكان قدِ انْقَمَع في البيتِ حتى تقَضَّى شأنُهم كلُّه، ثم خَرَج فسمَّوه بانْقماعِه قَمعةَ.

فعلى قولِ ابنِ إسحاقَ عامرٌ هو مُدْركَةُ، وعمرٌو طابخةُ، وعلى قولِ غيرهِ عمرٌو هو مُدْركَةُ، وعامرٌ طابخةُ، والقولُ عندَهم قولُ ابنِ إسحاقَ، وهو الصحيحُ، واللهُ أعلمُ، وعليه أهْلُ النسبِ.

قال أبو عُمَرَ: وقومٌ مِن أهلِ العلمِ بالأنسابِ يَذْكُرون عميرًا في

<<  <   >  >>