للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكَرَ أبو حاتمٍ السِّجستانِيُّ (١)، عن ابنِ الكَلبِيِّ، عن أبيهِ، عن كَعَبٍ الأَسَدِيِّ، عَن مَروانَ بنِ الحَكَمِ، قالَ: أُتِيَ كعبُ بنُ ربيعةَ في مَنامِه، فقيلَ له: كبِرَت سِنُّك، ورَقَ عظمُك، وحضَرَ أجَلُك، فقلْ لوَلدِك فليتَمنَّوا؛ فإنَّهم سيُعطَونَ، أمانيَّهم، قالَ: فجمَعَهم، وقالَ: تمنُّوا، فقالَ الحَريشُ: أَتَمنَّى النَّعظَ (٢) والقُوَّةَ عَلَى النِّساءِ، فهم أنكَحُ بني عامرٍ، وقالَ لقُشيرٍ: تمَنَّ، فقال: أتَمنَّى البَقاءَ والجمالَ فهم أجمَلُ بني عامرٍ وأطولُهم أعمارًا، مِنهم ذُو الرُّقَيبَةِ، ومِنهم حيدَةُ أَدْرَكَ الجاهليَّة، وأدرَكَ إمارةَ بِشرِ بنِ مروانَ علَى الكُوفَةِ، وهو جَدُّ بَهِزِ بنِ حكيمِ بن مُعاويَةَ بن حَيدَةَ، وقالَ الجَعدَةَ: تَمَنَّ، فقال: أتمنَّى (٣) [اللَّبنَ والتَّمرَ، فهم أكثَرُ بني عامرٍ لبَنًا وتَمرًا، وقالَ لعُقيلٍ: تمَنّ، فقالَ: الإبلَ والعزَّ والشِّدَّةَ، فليسَ في بني عامرٍ أَشَدُّ ولا أعزُّ منهم، وهم أكثَرُهم (٤) إبلًا] (٥).

انقضَت قيسٌ إِلَّا ما كانَ مِن ثَقيفٍ، فإِنَّا نُفَرِدُ لثقيفٍ بابًا؛ لمَا (٦) فيها مِنَ التَّنازُعِ، وانقضّت مُضَرُ بنُ نِزارٍ إِلَّا ما قيلَ في خُزاعَةَ علَى ما


(١) المعمرون والوصايا ص ٨٦.
(٢) أنعظ الرجل: إذا اشتهى الجماع، والإنعاظ: الشبق، النهاية ٥/ ٨٢.
(٣) سقط من: ح، م.
(٤) في ح، س: "أكثر".
(٥) في مصدر التخريج: "فقال: الإبل، فهم أكثر بن عامر لبنا وإبلا، ويقال: بل تمنى عقيل العدد والشدة، فليس في بنى كعب بطن أشد ولا أعد من بني عقيل".
(٦) سقط من: س.

<<  <   >  >>