للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإيّاك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب» (١) .

نلحظ من سياق هذا الحديث أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد حدد لمعاذ بن جبل رضي الله عنه أهداف البعثة ورتب له أولويات الدعوة، حتى لا تذهب جهوده سدى، كل ذلك من أجل أن تحقق البعثة أهدافها المرسومة في أقل وقت ممكن.

وقد رتب النبيُّ صلى الله عليه وسلم الأهداف ترتيباً منطقياً حسب أهميتها وأولويتها، قال الخطَّابي: (إن ذكر الصدقة أُخِّر عن ذكر الصلاة لأنها إنما تجب على قوم دون قوم، وأنها لا تُكرّر تكرار الصلاة) ، قال ابن حجر مُعلِّقاً على كلام الخطابيِّ: (هو حسن، وتمامه أن يقال: بدأ بالأهم فالأهم، وذلك من التلطّف في الخطاب لأنه لو طالبهم بالجميع في أوّل مرّة لم يأمن النفرة) (٢) .

٢ - التفكر والاعتبار:

جاء في الحديث عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يُلدغ المؤمن من جُحْر واحد مرتين» (٣) ، ما يدل على ضرورة التفكير والأخذ بمبدأ الحيطة والحذر من الوقوع فيما سلف من الأخطاء.

٣ - بذل الأسباب والوسائل المشروعة:

بذل الأسباب وتوفير الإمكانات للوصول إلى الغايات وتحقيق الأهداف المشروعة هو مما حث عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في قوله: «المؤمن القوي خير وأحب


(١) البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، مرجع سابق، كتاب (٢٤) ، باب (٦٣) ، رقم الحديث (١٤٩٦) ، ص ٢٩١. والقشيري، مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، مرجع سابق، كتاب (١) ، باب (٧) ، رقم الحديث (١٩) ، ج١ ص ٥٠.
(٢) ابن حجر، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب، دار المعرفة، بيروت، ١٣٧٩هـ، كتاب (٢٤) ، باب (٦٣) ، شرح الحديث ذي الرقم (١٤٩٦) ، ج٣ ص ٤٢١.
(٣) البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، مرجع سابق، كتاب (٧٨) ، باب (٨٣) ، رقم الحديث (٦١٣٣) ، ص ١١٨٢. والقشيري، مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، مرجع سابق، كتاب (٥٣) ، باب (١٢) ، رقم الحديث (٢٩٩٨) ، ج٤ ص ٢٢٩٥.

<<  <   >  >>