وقال أيضًا في "السير"(١٥/ ١٧): "هو من الشيوخ النوازل عند حمزة بن محمد الكناني، ولهذا يقول: عندي عن ابن جوصا مئتا جزء ليتها كانت بياضًا، وترك حمزة الرواية عن أصلًا، وابن جوصا إمام حافظ، له غلط كغيره، في الإسناد لا في المتن، وما يضعفه بهذا إلا متعنت، قال جماعة: حدثنا ابن جوصا، حدثنا أبو التقي، حدثنا بقية، حدثنا ورقاء وابن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أبي هريرة رفعه، قال: "إذا أقيمت الصلاة، فلا صلاة إلا المكتوبة".
أُنْكِر على ابن جوصا ذكر ابن ثوبان في الإسناد، والخطب سهل، فلو كان وهمًا لما ضر، فلعله حفظه.
قال الطَّبرانيُّ: تفرَّد به ابن جوصا، وكان من ثقات المسلمين وأجلهم.
قلتُ: وقد رواه أبو بكر بن المقرئ، فقال: حدثنا الحسين بن التقي ابن أبي التقي اليزني، حدثنا جدي، فذكره متابعًا لابن جوصا.
ورواه ثقتان عن أحمد بن محمد بن عنبسة الحمصيِّ، عن أبي التقي كذلك، فتخلص الحافظ أبو الحسن منه.
وأبو التقي فثقة حجة، ثمَّ إنَّ أحمد بن محمد بن عنبسة، قال: كان هذا الحديث عند أبي التقي في مكانين، ففي موضع عن ورقاء، وفي موضع عن ابن ثوبان، فجمعهما.