بعض النواصب يروي بسند فيه واحد أو أكثر من الدَّجالين إلى الزهريِّ أنه قال: قال عروة … فحفظ ابن أبي داود الحكاية مع علمه واعتقاده بطلانها لكن كان يعدها للأغراب عند المذاكرة ولما دخل أصبهان ضايق محدِّثيها في بلدهم فتجمعوا عليه وذاكروه فأعوزه أن يغرب عليهم ففزع إلى تلك الحكاية فقال: الزُّهريّ عن عروة … فاستفظع الجماعة الحكاية ثمَّ بدا لهم أن يتخذوها ذريعة إلى التخلص من ذلك التيَّاه الذي ضايقهم في بلدهم، فاستقر رأيهم على أن يرفعوا ذلك إلى الوالي ليأمر بنفي ابن أبي داود فيستريحوا منه، إذ لا يرون في القضية ما يوجب القتل فلما مر أبو ليلى بما أمر سقط في أيديهم، رأوا أنهم إن راجعوه عاد الشر عليهم فقيض الله ﵎ ذلك السّري الفاضل محمد بن عبد الله بن الحسن فخلصهم جميعًا.
ومن الجائز أن يكون ابن أبي دود قبل نفيه من بغداد وقعت له مثل هذه الواقعة ولكن كان أهل بغداد أعقل من أهل أصبهان فاقتصروا على نسبته إلى النصب ونفيه من بغداد.
وعلى كل حال فقد أساء جد الإساءة بتعرضه لهذه الحكاية من دون أن يقرنها بما يصرح ببطلانها، ولا يكفيه من العذر أن يقال قد جرت عادتهم في المذاكرة بأن يذكر أحدهم من يرجوا أن يغرب به على الآخرين بدون التزام أن يكون حقًّا أم باطلًا.
لكن الرجل قد تاب وأناب كما تقدم والتائب من الذنب كمن لا