للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي بيوتهم ونهب الغزاة أموالهم وأمتعتهم، بل حتى أعراض العفيفات الطاهرات لم تبق مصونة من دنس الجنود الأتراك، كما يقول بلنت ١.

ودخل المصريون ضرمى في ١٧ ربيع الثاني سنة ١٢٣٣هـ (٢٤ فبراير سنة ١٨١٨م) وكان هذا بمثابة إعلان لزوال الدولة النجدية.

وتحصن سعود بن عبد الله وبعض المجاهدين الذين كانوا قد أتوا معه من الدرعية في قلعة البلد، وفي الأخير أعطوا الأمان فارتحلوا إلى الدرعية وخرج معهم ثلاثة آلاف أو أكثر من الأطفال والنساء وآواهم كلهم الأمير عبد الله بن سعود في الدرعية ٢.

الاستيلاء على الدرعية:

لقد وصل إبراهيم باشا الآن إلى أبواب الدرعية، وحاصر المدينة وظل محاصرا لها ستة أشهر. وقتل من المصريين عدد كبير ولكن الإمدادات كانت تصل إليهم كل يوم، وكان عدد أهل الدرعية ينقص كل يوم، وزيادة على ذلك كانوا يعانون من قلة الزاد والأسلحة.

وقد قاتل الأمير عبد الله بن سعود وجميع أهل بيته وجميع أبناء وأحفاد شيخ الإسلام بلا استثناء ببسالة نادرة وشجاعة لم يعهد لها نظير، ولكن في الأخير طلب أهل البلد الصلح والأمان٣.

ولكن عبد الله بن سعود كان مترددا في الاستسلام فالتجأ إلى قلعة أسرته "طريف" في داخل البلد وبدأ يقاتل من داخلها، ولكن جدران القلعة كانت قد فقدت صلاحيتها وما كان الدفاع الآن ليجدي نفعا فاستسلم أخيرا إلى إبراهيم ٤.


١ بلنت ٢: ٢٦٠.
٢ عنوان المجد ١: ١٩٣.
٣ ذي القعدة سنة ١٢٣٣ هـ (٨ سبتمبر ١٨١٨ م) عنوان المجد ١: ٢٠٦. ويقول ماردتمان: إن سقوط الدرعية كان في ٦ سبتمبر ١٨١٨ م.
٤ ٩ سبتمبر سنة ١٨١٨ م "ماردتمان وفلبي: ١٠٣".

<<  <   >  >>