للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمام المدافع المصرية١ فانتقل إلى ناحية القصيم، وتعقبه إبراهيم باشا ووصل إلى الرس فحاصر المدينة٢، واستمر الحصار ثلاثة أشهر ثم طلب أهلها الأمان ٣.

وفي هذا الحصار الطويل الأمد والمناوشات المستمرة قتل من المصريين ستمائة أو سبعمائة رجل على حين قتل من أهل البلد سبعون فقط، وباستسلامهم انفتح الطريق أمام المصريين ولم تبق هناك قوة تمنعهم من التقدم.

وبعد هجوم خفيف استولى على عنيزة والخبراء (أواخر سنة ١٢٣٢هـ) ولم يجد صعوبة في الاستيلاء على بريدة أيضا.٤

ولكن في شقراء أظهر النجديون بطولة رائعة، ولكنهم لم يفلحوا أمام تخطيط المهندس الفرنسي (vaissiere) ٥ في الجيش المصري فاستسلم أهل شقراء أيضا ٦.

ووقعت بعد ذلك معركة حاسمة في مقربة من "ضرمى"، وكانت ضرمى أحصن مدينة في المدن النجدية بعد العاصمة الدرعية، وكان قد حارب قبل ذلك أهل الرس وشقراء بشجاعة ولكنهم في الأخير استسلموا.

أما أهل "ضرمى" فلم يستسلموا ولم يتمكن إبراهيم من دخول البلد إلا على دماء وأشلاء وجثث وقتل الناس في حوانيتهم


١ أواسط جمادي الآخرة سنة ١٢٣٢ هـ (٢ مايو سنة ١٨١٧ م) .
٢ أواخر شعبان سنة ١٢٣٢ هـ (أوائل يوليو سنة ١٨١٧ م) .
٣ ١٢ ذي الحجة سنة ١٢٣٢ هـ (٢٣ أكتوير ١٨١٧ م) .
٤ محرم سنة ١٢٢٣ هـ (٢٣ أكتوبر سنة ١٨١٧ م) .
٥ وقد كان مع إبراهيم باشا أربعة من الأطباء الإيطاليين سوى المهندس الفرنسي هذا، وأسماؤهم هي: scots gentill, todeschini, socio. (هوغارث: ١٠١) وكان scots طبيبه الخاص، واشترك ضباط أوروبيون آخرون مع الجيش المصري في معارك عسير واليمن. (هوغارث: ١٢٧: ١٣٣) وبركهارت يثني على شجاعة ضابط إنجليزي كان في جيش طوسون، وكان قد أسلم وسمي باسم إبراهيم آغا, ويمضي في مدحه حتي يقول بأن عبد الله نفسه كان معترفا بشجاعته.
٦ ١٤ ربيع الأول ١٢٣٣ هـ. (٢٢ يناير سنة ١٨١٨ م) "بلنت ٢: ٢٦".

<<  <   >  >>