للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محمد علي أم أن طوسون الذي ما كان يقل عن أبيه في المرتبة (Rank) أبرمها قطعيا (As a thing done) ومهما كان الأمر فقد أضر (عبد الله بن سعود) بنفسه بهذه المعاهدة، وقد عرضها محمد علي لدى الباب العالي بأنها هدنة طارئة أو مجرد وقف لإطلاق النار (Armisitic) ١.

ولقد شاهد بركهارت تلك الرسائل التي كتبها عبد الله بن سعود إلى محمد علي وهو يثني على عبد الله حسن نيته وإخلاصه وطهارة قلبه ٢.

ويقول هو وبرائجس أيضا: إن محمد علي قد طالب فيما بعد بولاية الأحساء الخصبة ووقف إبرام الصلح على ذلك.

إبراهيم باشا:

ومهما كانت الحقيقة فمحمد علي لم يطمئن إلى تلك المعاهدة التي تمت بين عبد الله بن سعود وطوسون.

ولقد اختار ابنه الآخر إبراهيم باشا٣ لمهمة نجد، وكانت الاستعدادات قد بدأت بعد رجوع طوسون فورا ولكنه تأجل خروجه إلى حين. فقد وصل إبراهيم باشا مع جيش عظيم إلى ينبع في ٦ ذي القعدة سنة ١٢٣١هـ (٢٨ سبتمبر سنة ١٨١٦م) ، وتوجه من هناك رأسا إلى المدينة. ووقف على ماء الحناكية فخضعت له القبائل البدوية المجاورة واحتشدت تحت رايته أفواج من قبائل مطير، وعتيبة، وعنزه ٤.

واستمر مكث إبراهيم باشا في الحناكية إلى أشهر، فظهر له أثر واضح على القبائل البدوية المتجاورة، وبدءوا يتسللون إليه ولما أحس بذلك عبد الله بن سعود تقدم والتقى الفريقان على الماوية، ولكن جيوش عبد الله لم تستطع أن تثبت


١ بركهارت: ٢٥٢ وبرائجس: ١٠٣.
٢ بركهارت: ٢٥٢.
٣ ويقال إن إبراهيم باشا لم يكن من ولد محمد علي ولكنه تزوج أم إبراهيم وتبناه (عنوان المجد ١: ١٨٥. فلبي: ٩٨. هوغارث: ١٠١.) .
٤ أواخر سنة ١٢٣١ هـ (نوفمبر سنة ١٨١٦ م) .

<<  <   >  >>