للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد اختلف المؤرخون في تعيين هذه الأسباب١. وكان طوسون مقيما في الحجاز فاستدعي إلى مصر في ذي القعدة٢، ووصل هناك في أواخر ذي الحجة سنة ١٢٣٠هـ (نوفمبر سنة ١٨١٥م) ، وبعد ذلك بسنة فقط توجه إلى دار الآخرة٣، وكان قد عزل من القيادة قبل وفاته بسنة.

وأما ما يقوله ماردتمان بأن إبراهيم باشا قد فوضت إليه مهمة إخضاع نجد بعد وفاة طوسون فليس بصحيح؛ لأن قرار إرساله إلى نجد كان قد اتخذ في يناير سنة ١٨١٦م وقد سافر من القاهرة في أغسطس سنة ١٨١٦م أي قبل وفاة طوسون بمدة ٤.

وذكر ابن بشر أن عبد الله قد أرسل سفيرين آخرين وهما (حسن بن مزروع وعبد الله بن عون) في السنة التالية أيضا، وأرسل معهم الهدايا والتحف٥ وهنا اتضح لهؤلاء السذج أنهم قد خدعوا، مع أن محمد علي ما كان وافق على الصلح في يوم من الأيام إلا أنه ما كان يصرح بذلك للسفراء، ومن هنا وهم ابن بشر وأهل نجد بأن الصلح قد انتظم ٦.

ويعلل ذلك ابن بشر بأن محمد علي باشا قد رفض الصلح بسبب وشاية بعض أهل البادية٧، ومن المناسب هنا أن نسمع آراء بعض المعاصرين الأوربيين أيضا إذ يقول: "ويبقى لدينا الآن سؤال واحد فقط، وهو هل كان تمام المعاهدة موقوفا على موافقة


١ يراجع ابن بشر ١: ١٨٥ وماردتمان. وفلبي: ٩٧ , وحاضر العالم الإسلامي ٤: ١٦٦.
٢ بلنت ٢: ٢٥٨.
٣ ٧ ذي القعدة سنة ١٢٣١ هـ ٢٩ سبتمبر سنة ١٨١٦ م (الجبرتي ٤: ٢٦٤) .
٤ بركهارت: ١٠٤.
٥ عنوان المجد ١: ١٨٥ وذكر تاريخ وفاته آخر شوال سنة ١٢٣١ هـ، ولكن من الواضح بأن رواية الجبرتي هي التي ترجح في حق مصر والمصريين.
٦ عنوان المجد ١: ١٨٣.
٧ عنوان المجد ١: ١٨٥.

<<  <   >  >>