ومن هؤلاء الذين أهينوا عالم ضعيف ومحترم وهو الشيخ عبد العزيز الحصين الناصري (م سنة ١٢٣٧هـ) ، فقد كان موجودا في شقراء أيام الاستيلاء عليها، فطلبه إبراهيم باشا في مجلسه وجيء به محمولا؛ لأنه ما كان يستطيع أن يمشي على رجليه من شدة الضعف ولما وصل سلم على طريقة السنة بقوله: سلام عليك يا إبراهيم! "، وهنا تورمت الجبهة المتكبرة للباشا المصري وبدأ يستهزئ بالشيخ عبد العزيز وصار الشيخ ينصحه وقرأ آيات من العفو فحينذاك قال الباشا: "عفونا يا عجوز! عفونا يا عجوز! ".
والشيخ عبد العزيز هذا كان من أخص تلامذة شيخ الإسلام وقد أوفد مرتين إلى الحجاز (في سنة ١١٨٥هـ و ١٢٠٤هـ) في حياة الشيخ، وقد مر ذكر الوفود مفصلا في أول الباب فليراجع هناك.
ولقد تمكن بعض السعداء من النجاة من براثن الظلم، ومن بينهم تركي بن عبد الله ابن محمد بن سعود وهو الذي جدد الدولة النجدية فيما بعد، والشيخ علي بن حسين ابن شيخ الإسلام، وهناك بعض الأفراد من آل سعود الذين تمكنوا من النجاة في ذلك الحين، ولكنهم لما رجعوا إلى وطنهم فيما بعد أعتقلهم الحاكم المصري وأرسلهم إلى مصر.١
وقد أرسل بقية آل سعود وآل الشيخ مع أهلهم إلى مصر حيث أقاموا في الغربة مدة طويلة، ولقد قضى بعضهم نحبه هناك، إلا أن أكثرهم رجعوا إلى بلادهم بعدما