للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عادت الأمور إلى مجراها ١.

ووصلت قافلة الغرباء هذه إلى مصر في ١٨ رجب سنة ١٢٣٤هـ (١٣ مايو ١٨١٩م) وكان عددهم حوالي أربعمائة من بينهم نساء وأطفال ٢.

تدمير الدرعية:

كان الاستيلاء على الدرعية في أوائل ذي القعدة سنة ١٢٣٣هـ، ولكن استمرت سلسلة تدميرها وإفسادها مدة سنة تقريبا، وأشرف عليها إبراهيم باشا بنفسه فمكث هناك نحو تسعة أشهر، وكان يصدر كل يوم أوامر جديدة ويكره الناس على الامتثال بها.

ولما تمت كل هذه المراحل ضربها ضربة لم تسمح لعاصمة آل سعود أن تزدهر مرة أخرى، فقد وصل أمر محمد علي باشا في شعبان سنة ١٢٣٤هـ (يونيو سنة ١٨١٩م) بتدمير الدرعية، ونفذها "أبنه البار" فورا. فماذا كان بعد ذلك. قال ابن بشر: "ثم أمر العساكر أن يهدموا دورها وقصورها، وأن يقطعوا نخلها وأشجارها ولا يرحموا صغيرها وكبيرها، فابتدر العساكر مسرعين وهدموها وبعض أهلها فيها مقيمين، قطعوا الحدائق منها وهدموا الدور والقصور، ونفذ فيها القدر المقدور وأشعلوا في بيوتها النيران، وأخرجوا جميع من كان فيها من السكان، فتركوها خالية المساكن كأن لم يكن بها من قديم ساكن، وتفرق أهلها في النواحي والبلدان، وذلك بتقدير الذي كل يوم هو في شأن" ٣.


١ وكان من بين هؤلاء الذين رجعوا إلى بلادهم العالمان النجديان الشهيران: الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام وابنه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن ابن حسن، وقد مر ذكرهما في الباب الأول من هذا الكتاب.
٢ الجبرتي ٤: ٣٠٣.
٣ عنوان المجد ١: ٢١٣ وتاريخ نجد للألوسي ٢٤- ٢٦.

<<  <   >  >>