الحكام الإنجليز مسرورين بهلاك أعدائهم النجديين، ولكنهم أيضا ما كانوا مستعدين لهذه المعاملة السيئة من المصريين ١، ولذلك أرسل الكابتن ج. ف. سادلير إلى الدرعية ليجتمع بإبراهيم باشا.
ولكن الحقيقة أن البريطانيين قد أخطئوا في تقدير نيات المصريين، فالمصريون ما كانوا يريدون حكومة دائمة في نجد فضلا عن الخليج، ولكن لعلهم أرسلوا بعض الدوريات إلى البلدان المجاورة إبان نشوة الفتح والاستيلاء على الدرعية. ولكن الحقيقة أنهم ما كانوا يقصدون إقامة حكومة دائمة، ولأجل هذا سافر إبراهيم باشا إلى مصر بعدما دمر الدرعية وترك البلاد على أثره تعاني حال الفوضى والدمار.
وعلى كل حال نستمع الآن ما جرى على بعثة سادلير بلسان خبير وهو "هوغارث" وقال: "أرسلت سفينة حربية بريطانية من بومبائي إلى الخليج بدون أي إشارة مباشرة أو غير مباشرة من المصريين في سنة ١٨١٩ م (١٢٣٤هـ) في موسم الصيف، وكان على ظهرها الكابتن ج. ف. سادلير قائد الفرقة السابعة والأربعين، موفدا خاصا إلى إبراهيم، وكانت مهمته تقديم التهاني إليه على فتح الدرعية واتخاذ الخطوات اللازمة للقضاء المبرم على الدولة الوهابية بالاشتراك مع الباشا.
ومن التعليمات التي وجهت لذلك الضابط: "فإن كان الباشا يريد الاستفادة من المساعدات البريطانية -كما هو الظن الغالب- ترسل قوة بحرية كاملة وقوية على الفور لتساعد الأتراك (المصريين) في الاستيلاء على رأس الخيمة. الخ