للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن قلما قدرت الخيبة لبعثات سرية في التاريخ كما قدرت لبعثة سادلير".

والتفصيل طويل١، ولكن الخلاصة أن سادلير نزل على ساحل العرب حين كان إبراهيم باشا يريد الرجوع إلى وطنه مشبعا من تدمير الدرعية، وأخبر سادلير بأنه لا يعرف أين سيتمكن من الاجتماع به، ولكنه خرج في ٢٨ يونيو سنة ١٨١٩م ووصل إلى شقراء ثم الرس مارا بالدرعية، وقد وجد جنود إبراهيم إلا أنه بنفسه كان قد سافر إلى المدينة، وكان خبر قدوم سادلير قد بلغه، ولكنه لم يكن حريصا على لقائه إلى حد أن يجلس لانتظاره، وفي الأخير أدركه سادلير على مقربة من المدينة واجتمع به في ٨ و ٩ من سبتمبر. وكلمه الباشا كلاما حسنا وبأخلاق، ولكنه لم يعده بشيء، ورجع الوفد البريطاني صفر اليدين إلا أنه قد نال مزية بتجوله في الصحراء لمدة ثلاثة أشهر، فكان أول أوربي عبر الجزيرة العربية من البحر إلى البحر. لقد دمرت الدرعية بأيدي المصريين بحيث لم يتسن لها أن تعمر مرة أخرى، ولم يكن يرى أي أمل في انبعاث النجديين من جديد.

وقد أظهر بلنت رأيه بالحرف الواحد في سنة ١٨٨٠م بقوله: "إن الدولة السعودية في العرب ينبغي أن تعرف الآن كقصة من الماضي".٢

وهذا مع أنه خبير واسع الاطلاع بعيد النظر وموال للعرب في الظاهر. وكذلك داوتي (Daughty) في سنة ١٨٧٥م ينقل عن أهل نجد رأيهم فيقول: "إن الرأي السائد على الأقل في نجد أن الدولة الوهابية لا يمكن أن تنبعث من جديد ٣. ويعلق عدو الإسلام زويمر على هذه الحادثة فيقول:


١ ومن أراد التفصيل فليرجع إلى هوغارث في كتابه "fenetration of arabia" ١٠٤- ١١١.
٢ بلنت ٢: ٢٦٨.
٣ داوتي ٢: ٤٢٥.

<<  <   >  >>