نعم أرى من المناسب هنا أن أذكر الفروق التي كانت توجد بين الجيش النجدي والجيش المصري، وفي أخلاق وطبائع محمد علي وإبراهيم باشا.
الغزاة المصريون:
استمرت المعارك بين المصريين والنجديين مدة طويلة وفي البداية لحقت بالمصريين خسائر فادحة، وكان النصر حليف النجديين إلا أنهم لم ينحرفوا قيد أنملة عن القواعد الحربية الإسلامية، ومهما قيل من الشدة والتقشف في جنودهم، ولكن من المستحيل أن يؤتي بمثال واحد من الضعف الخلقي أو الغش والفجور. أما محمد علي وإبراهيم وأصحابهما فيظهر من أعمالهم كأنهم لم يصبهم مس من الإسلام، ويظهر من تصرفاتهم مدى انحطاط المسلمين عامة في بداية القرن الثالث عشر الهجري.
وللاطلاع على المميزات والفوارق بين الجيش المصري والجيش النجدي يكفي أن نسمع رواية واحدة رواها لنا المؤرخ المصري المشهور عبد الرحمن الجبرتي. ذكر في حوادث سنة ١٢٢٧هـ في صدد ذكره لانهزام المصريين ويحدث عن ضابط مصري كبير.
"ولقد قال لي بعض أكابرهم من الذين يدعون الصلاح والتورع أين لنا بالنصر؟ وأكثر عساكرنا على غير الملة، وفيهم من لا يتدين بدين، ولا ينتحل مذهبا وصحبتنا صناديق المسكرات، ولا يسمع في عرضينا أذان ولا تقام به فريضة، ولا يخطر في بالهم ولا خاطرهم شعائر الدين، والقوم إذا دخل الوقت أذن المؤذنون وينتظمون