للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الشيرازي) ١.

ولكن مع ذلك فيها أنين وألم، وهي مرآة صادقة لشعور الصبر والشكر الذي كانت تتحلى به هذه الأمة المؤمنة. ومطلع القصيدة هو:

إليك إله العرش أشكو تضرعا ... وأدعوك في ضراء ربي لتسمعا

وعلى سبيل المثال نورد بعض الأبيات:

وكم قتلوا من عصبة الحق فتية ... هداة وضاة ساجدين وركعا

وكم دمروا من مربع كان آهلا ... فقد تركوا الدار الأنيسة بلقعا

مضوا وانقضت أيامهم حين أوردوا ... ثناء وذكرا طيبه قد تضوعا

فجازاهم الله الكريم بفضله ... جنانا ورضوانا من الله أرفعا

إلى أن قال:

ألا أيها الإخوان صبرا فإنني ... أرى الصبر للمقدور خيرا وأنفعا

ولا تيئسوا من كشف ما ناب أنه ... إذا شاء ربي كشف ذاك تمزعا٢

ومن أيام تدمير الدرعية تنتهي الدولة السياسية التي أسسها ورباها الشيخ بنفسه، أما نشأة نجد من جديد٣ وازدهاره فهو خارج عن نطاق بحثنا، فلذلك نترك هنا قصة حكومات نجد ولنتوجه إلى مؤلفات الشيخ وتراثه الفكري.


١ رثاء زوال بغداد. ومطلعها, "والقصيدة باللغة الفارسية. المترجم" "حق للسماء أن تمطر دماء على الأرض على زوال ملك أمير المؤمنين المستعصم".
٢ عنوان المجد ٢: ٣٤.
٣ يمكن أن نقسم تاريخ نجد إلى ثلاثة أدوار: الدور الأول: يبدأ من ازدهار الدرعية إلى سنة ١٢٣٤ هـ- "١٨١٩ م" حينما تشتت شملهم وتمزقت قوتهم بغارة المصريين واستيلائهم على الدرعية. الدور الثاني: يبدأ من عصر حاول فيه تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود [١٢٣٥- ١٢٤٩ هـ] الموافق [١٨٢٠- ١٨٣٤ م] وفيصل بن تركي [سنة ١٢٤٩ هـ / ١٨٣٤ م- سنة ١٢٥٤ هـ / ١٨٣٨ م ثم سنة ١٢٥٩ هـ / ١٨٤٢ م- سنة ١٢٨٢ هـ / ١٨٦٥ م] العودة إلى الحكم إلى أن ضم أمير حائل محمد بن عبد الله آل الرشيد "سنة ١٢٨٥ هـ / ١٧٦٩ م- ١٣٢٥ هـ / ١٨٩٧ م" ناحية الرياض تحت رايته. والدور الثالث الذهبي "وفي تعبير فلبي: الإمبراطورية الوهابية الثانية" يبدأ من سنة ١٣٢٠ هـ / ١٩٠٣ م حينما جاء الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود واسترد الرياض من آل الرشيد.

<<  <   >  >>