فلا يجوز عنده الحلف أو الاستغاثة بغيره أبدا. إلا أن الإمام أبا يوسف يبيح قوله "بمعاقد العز من عرشك"، لأن مالك معاقد العز في العرش هو الله سبحانه وتعالى. ولا يراد من "معقد العز من عرشك" إلا الله تعالى، ولكن الإمام أبا حنيفة يكره ذلك أيضا.
أما الدعاء بحق فلان فهو مكروه تحريما عند الجميع كما مر من قبل.
فدعاء غير الله والاستغاثة بغير الله والتوسل بالأنبياء والصالحين والاستعاذة بغير الله والحلف بغير الله كل هذه الأشياء من نوع واحد. وكلها تحمل في طياتها جراثيم الشرك وتنافي التوحيد كل المنافاة.
ولذلك لا يمكن أن تباح هذه التوهمات والخرافات في الدين الخالص، وكل ما ارتكب محمد بن عبد الوهاب من جريمة هو أنه نهى عن هذه المكروهات نهيا تاما، وقد أنقذ بذلك عامة الناس ولو في ناحية واحدة من الأرض.
٦- زيارة القبور:
إن زيارة القبور مشروعة ولا شك بشرط أن لا تخرج عن حدود الزيارة.
ويجوز للمسلم أن يزور قبور الأنبياء والصالحين وعامة المسلمين، وحتى قبور غير المسلمين لمن أراد العبرة والعظة، وزيارة قبور المسلمين سنة وقد رغب فيه الشرع لمن أراد أن يدعو لأهل القبور.
ومحمد بن عبد الوهاب وأتباعه لا ينكرون زيارة القبور إلا أنهم يخالفون مخالفة شديدة تلك البدع التي تفعل عند القبور.
فإنهم ينكرون على الذين يستغيثون بالقبور ويطلبون من الموتى دعاء وشفاعة.
وزيارة القبور التي نراها في أيامنا ليست زيارة ولكنها ترويج لأسواق البدع والخرافات.
فطلب الدعاء من صاحب القبر أو الدعاء بواسطته، أو الدعاء عند القبر نفسه بقصد التقرب إلى الله كل هذه الأمور لا تجوز أبدا، والموحدون ينكرون كل هذا.