والنواب صديق حسن خان (م سنة ١٣٠٧ هـ) ١ والشيخ محمد بشير السهسواني (م
١ هو ملك العلماء وعالم الملوك الحجة المحقق، والعلامة النحرير محيي السنة النبوية وناشرها في بلاد العرب والعجم، السيد صديق حسن القنوجي البخاري. ويصل نسبه أيضا إلى حسين السبط ابن فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - بعد اثنين وثلاثين جيلا كما ذكر في كتابه "إبقاء المنن بإلقاء المحن". وكان والده تلميذا للشيخ عبد العزيز المحدث الدهلوي - "رحمه الله" - ومن اتباع السيد أحمد بن عرفان الشهيد - "رحمه الله" - زعيم حركة التجديد والإصلاح في القارة الهندية. ولد في سنة ١٢٤٨ هـ في مدينة "قنوج"، ولما بلغ الخامسة من عمره توفي والده، فرباه عدة من أصدقاء والده. تعلم العلم من المدن، وعلى عدة من الأساتذة في بلده، وفي كانفور وفرخ آباد، وفي الأخير ورد دهلي ودرس على المفتي صدر الدين الدهلوي، وأخذ إجازة في علم الحديث من عدة من فطاحل العلماء منهم: الشيخ زين العابدين بن محسن بن محمد السبعي الأنصاري، والشيخ عبد الحق البنارسي تلميذ الإمام الشوكاني، والشيخ يحيى بن أحمد بن حسن الحازمي، والشيخ حسين عرب وغيرهم. لقد جال في عدة من المدن، وعمل عدة أعمال، ثم استقر في الأخير في مدينة "بوفال" سنة ١٢٧٦ هـ، وتزوج بملكة بوفال "شاهجهان بيكم"، وهكذا فتح الله عليه سبيل الخير، فخدم العلم وخاصة السنة النبوية خدمة لا يكاد يوجد لما نظير, فاشترى عددا كبيرا من الكتب النادرة بأثمان باهظة جدا، وطبعها ووزعها في العالم الإسلامي كله، وأنفق على ها مئات الآلاف من الروبيات، ومن هذه الكتب: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، وتفسير ابن كثير ونيل الأوطار وغيرها، وطبعت لأول مرة في الهند. وكان له مندوبون في بلدان العالم الإسلامي لتوزيع ما يقوم بطبعه من الكتب من مؤلفاته ومطبوعاته، ففي مصر كان مندوبه أحمد أفندي العشي، والشيخ أحمد البابي الحلبي، وفي الإسكندرية حبيب أفندي عزروزي. وفي بيروت "بشارت أفندي الشداق"، وفي جدة "طاهر أفندي مشاط"، وفي القسطنطينية "سيد أحمد بن ناصر"، وفي عدن "عبد الله حسن علي رجب بك"، وفي البصرة "عيسى بن قرطاس"، وفي بغداد "عبد القادر بك حشمت"، وفي تونس "سيد محمد العربي" وغيرهم. وهكذا نشر أنوار العلوم وأهمها في القارة الهندية وفي سائر العالم الإسلامي، وبقي في الحكومة أربع عشرة سنة ملأها عدلا ونورا وعلما، ثم عزل عنها بسبب الوشاة والنمامين من أعداء السنة والتوحيد، واتهم لدى الحكومة الإنجليزية المستعمرة بأنه يحرض الناس على الجهاد، وينشر المذهب الوهابي. وتوفي - رحمه الله - في ٢٩ جمادى الآخرة سنة ١٣٠٧ هـ وترك وراءه عددا حافلا من المؤلفات يتجاوز عددها على مائتين وعشرين كتابا, وفي سائر العلوم الإسلامية وأكثرها في علم التفسير والحديث والتوحيد والفقه, ومن أهمها: "فتح البيان في مقاصد القرآن, عون الباري في حل أدلة البخاري, والسراج الوهاج في شرح مختصر مسلم بن الحجاج للمنذري, ونيل المرام في شرح آيات الأحكام, والروضة الندية, والتاج المكلل, وأبجد العلوم, والدين الخالص وغيرها. "يرجع إلى تراجم علماء حديث هند ص: ٢٤٠ , وهندوستان مين أهلحديث كي علمي خدمات ص ٢٦ لأبي يحيى إمام خان نوشهروي" (المزجم) .