هذه رواية مرغليوث. أما ابن غنام وابن بشر وفلبى فلم يذكروا وفدا في سنة ١١٧٩ هـ، ولا ندري من أين أخذه مرغليوث، وبعد سكوت ابن غنام وابن بشر فلا يمكن الاعتماد على ما ذكره مرغليوث، وروايات أحمد زيني دحلان (الدرر السنية ص: ٤٤) أيضا متعارضة جدا في هذا الباب ولا يمكن الوثوق بها.
أول حج بعد المنع:
وفي سنة ١١٨٣ هـ وقعت مناوشة بين الموحدين وفرقة من قبل أشراف الحجاز، واعتقل رئيس الفرقة الشريف منصور فأطلق الأمير عبد العزيز سراحه بدون فدية، ولقد ترك صنيعه هذا أثرا طيبا، وفي مقابل ذلك أذن لهم شريف مكة بالحج، وانتهز الفرصة عدد كبير من الموحدين. قال ابن غنام:
"فاغتنم لذلك من المسلمين طائفة وسارت للحج آمنة"١.
ومع أن قرار الإذن لم يمتد إلى سنين أخرى إلا أنه قد انفتح باب المحادثات والمفاوضات بسبب ذلك.
أول وفد نجدي:
قال ابن غنام:
وفيها (أي في سنة ١١٨٥ هـ ١٧٧٩ م) أرسل الشيخ وعبد العزيز إلى والي مكة أحمد بن سعيد الشريف هدايا، وكان قد كاتبهم وراسلهم وطلب منهم أن يرسلوا فقيها وعالما من جماعتهم يبين لهم حقيقة ما يدعون إليه من الدين ويحضر عند علماء مكة، فأرسل إليه الشيخ عبد العزيز الحصين وكتب معه إلى شريف مكة رسالة. واجتمع هو وبعض علماء مكة عنده وهم يحيى بن صالح الحنفي، وعبد الوهاب ابن