للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حسن التركي مفتى السلطان، وعبد الغني بن هلال وتفاوضوا في ثلاث مسائل وقعت المناظرة فيها.

"الأولى: ما نسب إلينا من التكفير بالعموم. والثانية: هدم القباب التي على القبور. والثالثة: إنكار دعوة الصالحين للشفاعة ... فصار لهم بتلك العبارة اقتناع ولهم إلى الإقرار إسراع، وتفوّهوا بأن هذا دين الله، وقالوا هذا مذهب الإمام المعظم، وانصرف عنهم عبد العزيز مبجلا مكرماً" ١.

وابن بشر أيضا يذكر قصة هذا الوفد٢ ولكن بإيجاز، ولقد فصل الكلام فيه فلبي ولكن مصدره على الغالب هو روضة الأفكار لابن غنام، وأنه خلط بين حج سنة ١١٨٣هـ "١٧٦٩ م " ووفد سنة ١١٨٥ هـ (١٧٧١ م" مع أن ابن غنام ذكر كلا منهما منفصلا عن الآخر.

وكان رئيس هذا الوفد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين، وهو من خواص تلامذة شيخ الإسلام وكان موضع ثقة كاملة له، وقد أرسله رئيسا على الوفد إلى مكة مرتين، وكان يتولى منصب القضاء في عهود الأمير عبد العزيز "م ١٢١٨ هـ/ ١٨٠٣" وسعود بن عبد العزيز (م ١٢٢٩ هـ/ ١٨١٤م) ، وعبد الله بن سعود (صلب ١٢٣٤ هـ/ ١٨١٩ م) بعد وفاة الشيخ. ولقد عامله إبراهيم معاملة سيئة جدا عند الاستيلاء على الدرعية سنة ١٢٣٤ هـ، وشدد عليه في الكلام٣ وكان إذ ذاك قد ضعف جدا. وهكذا تكون نشوة الفتح والاستعلاء الدنيوي، ولكنه والحمد لله لم يقتل مثل الآخرين، وتوفي في ١٢ رجب سنة ١٢٣٧ هـ (ط إبريل سنة ١٨٢٢ م)


١ روضة الأفكار ٢: ٩١ , ٩٢: وزاد الأستاذ محمد حامد الفقي على ذلك (ص: ٧٥) "فما كاد هذا الشيخ يبلغ مكة ... حتى ثار آل مساعد على عمهم أحمد الشريف، وانتزعوا من يده ولاية مكة بالقوة، وأخرجوه منها جزاء استقدامه هذا العالم النجدي ووضعوا مكانه على مكة شريفا آخر. والذي يغلب على الظن كثيرا أن ليد علماء السوء أثرا في هذا الثورة على الشريف أحمد." ولا أدري ما هو مأخذه؟.
٢ ١: ٥٩.
٣ عنوان المجد ١: ١٩١.
٤ ولمعرفة المزيد من الأحوال وتفصيل التلامذة يراجع عنوان المجد ١: ٩١ , ٩٤ , ٢٣٢ , ٢٣٣.

<<  <   >  >>