للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إرادته غزو نجد. ولقد وجدت مخطوطة في المكتبة الشرقية ببتنة تلقي بعض الضوء على هذه الحادثة، وفيها رسالة من الأمير سعود بن عبد العزيز باللغة الفارسية إلى "فتح علي شاه قاجار" وفيها ذكر لقتل أهل نجف مع ذم أعمالهم الشركية، وكتب فيها أيضا أن "فتح علي شاه" إن لم يحاول استئصال هذه المفاسد فسيضطر أمير نجد أيضا إلى اتخاذ إجراءات صارمة. ومع هذه الرسالة يوجد جواب "فتح علي شاه" وقد حذر فيه أمير نجد، وأكد عليه أن يمتنع عن هذه (المظالم) ، وفي بداية الرسالة توجد بعض التوضيحات والإفادات عن دعوة شيخ الإسلام بكلمات موجزة، وهذه الإفادات من قبل سعود بن عبد العزيز. وأما أصل الرسالة فقد كتب من قبل الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود، وعند الهجوم على كربلاء كان الأمير عبد العزيز حاكما وسعود بن عبد العزيز وليا للعهد وقائد الجيش، فمن المعقول أيضا وجود أسمائهما في الرسالة.

كتبت هذه المخطوطة الوجيزة في سنة ١٢١٩ هـ/ ١٨٠٤ م أي بعد ثلاث سنين من الحادث فقط. ولا يوجد تاريخ في الرسائل إلا أنها كتبت في أيام قريبة من الهجوم على كربلاء وليس فيها أي ذكر لغارة "فتح علي شاه" المزعومة. ومن جهة أخرى يتبين لنا من تصريحات فلبي١ أن العلاقات بين "فتح علي شاه" وسعود بن عبد العزيز كانت طيبة وودية في سنة ١٨٠٨م؛ ولذلك فلا يمكن أن نقطع بشيء في إرادة ملك إيران الغارة على نجد.

أما غارة سليمان باشا حاكم العراق فالذي نعرف عنها أنه توفي في سنة ١٢١٧ هـ أي بعد مدة قصيرة من حادث كربلاء.٢

انتهاء الهدنة سنة ١٢١٧ هـ:

إن معاهدة الهدنة التي أبرمت بين الجانبين بعد وقعة الخرمة لم يقدر لها البقاء مدة طويلة، واتهم الشريف غالب الجيوش النجدية بخرق المعاهدة والقيام بأعمال عدوانية.


١ arabia ص: ٩٠.
٢ عنوان المجد ١: ١٢٢.

<<  <   >  >>