للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما لم تنحل المسألة بالمكاتبات أرسل الشريف غالب وزيره "عثمان المضايفي" لإجراء مفاوضات، إلا أنه لما وصل هناك انضم إليهم، ولما رجع دعا غالبا إلى المبارزة من قبل حلفائه الجدد.

ومن جهة أخرى ساءت العلاقات بين غالب وأخيه عبد المعين، واستنجد عبد المعين بسعود فوقع اشتباك قرب الطائف، وتحصن غالب في قلعة الطائف إلا أنه مني بالهزيمة أخيرا، واستولى الجيش السعودي على الطائف، وعين عثمان المضايفي حاكما للحجاز١، وانتشرت الجيوش النجدية في الأطراف والجوانب، وأخذوا يتوجهون نحو مكة المكرمة.

كان الحج قريبا وكان الركب الشامي نازلا على بعد ثلاثة أيام من الحرم بقيادة (عبد الله باشا) ، فتصالح مع سعود على شرط أن يعود الركب إلى بلاده بعد ثلاثة أيام من فراغه من شعائر الحج، وطلب غالب من عبد الله باشا أن يتوسط له لدى سعود إلا أنه رجع إلى بلاده بمجرد فراغه من الحج حسب شروط الاتفاق، وذهب طلب غالب هباء.٢

دخول مكة:

بعد ما انتهت أعمال الحج لجأ غالب إلى جدة ودخل سعود بن عبد العزيز مكة المكرمة فاتحا وذلك في يوم السبت ٨ محرم الحرام سنة ١٢١٨ هـ "٣٠ إبريل سنة ١٨٥٣ م"٣، ولم يلق سعود أي معارضة من قبل المواطنين، وعين عبد المعين شقيق غالب أميرا على مكة وتوجه بنفسه إلى الإصلاح.

قال ابن بشر:

"ودخل سعود مكة واستولى عليها، وأعطى أهلها الأمان وبذل فيها من الصدقات


١ أواخر سنة ١٣١٧ هـ (١٨٠٣ م) .
٢ عنوان المجد ١: ١٢٢ / وفلبي ص: ٨٣.
٣ لقد ذكر صاحب قاموس الإسلام (٦٦٠) تاريخ دخول مكة ٢٧ أبريل إلا أنه أخطأ، ولعل زويمر أيضا (٩٤) نقل منه هذا الخطأ.

<<  <   >  >>