للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقضي على تعدد الجماعات في الصلوات، وبدأ الناس يصلون وراء إمام واحد، وبدأ علماء المذاهب المختلفة يصلون بالناس في أوقات مختلفة ١.

ووزعت رسالة ألفها الشيخ عبد الله بن شيخ الإسلام في توضيح عقائد أهل نجد وطريقتهم، وذكر فيها بكل تصريح هدم القباب والزوايا وبحث في المسائل الأخرى المختلف فيها. وحسبما يروي دحلان أمر بتدريس رسالة "كشف الشبهات" لشيخ الإسلام.٢

وقد ذكرنا آنفا أن غالبا قد التجأ إلى جدة فتعقبه سعود بعد ما أقام في مكة المكرمة أربعة عشر يوما وذلك في ٢٢ محرم سنة ١٢١٨ هـ. إلا أن المهمة قد باءت بالفشل لأجل تفشي الطاعون في جنوده، واضطر إلى أن يترك فكرة الاستيلاء على الحجاز في ذلك الوقت، وبقي مائتان من جنوده في مكة فذبحوا وراءه بكل قسوة٣.

استشهاد الأمير عبد العزيز:

في ١٨ رجب سنة ١٢١٨ هـ (٤ نوفمبر سنة ١٨٠٣م) حينما كان الأمير عبد العزيز يصلي بالناس صلاة العصر حسب عادته، وبينما كان ساجدا بين يدي ربه إذ هجم عليه ظالم بخنجر وقتله. ويروى أن الذي قتله كان رافضيا إيرانيا أو كرديا٤ قتل عدة من أولاده في كربلاء بأيدي النجديين، وكان يقيم بالدرعية يتربص الدوائر لكي يتمكن من أخذ ثأره، وكان الأمير عبد العزيز يكرمه لغربته وظهور صلاحه، ولكنه بقي ينتظر الفرصة مدة سنة كاملة حتى تمكن من إرواء غليله بقتل الأمير عبد العزيز.


١ خلاصة الكلام: ٢٧٨.
٢ خلاصة الكلام: ٢٧٩.
٣ حاضر العالم الإسلامي ٤: ١٦٢ وفلبي: ٨٣.
٤ عامة المؤرخين يذكرون أن القاتل كان رافضيا إيرانيا " فلبي: ٨٤ حاضر ٤: ١٦٣" إلا أن ابن بشر "١: ١٢٣" يقول: إنه كان كرديا ثم يقول: وقيل: إنه كان شيعيا وأتى بصفة التمريض, لأن الأكراد ليسوا بأهل رفض، ولا في قلوبهم غل على المسلمين (١: ١٢٤) وابن بشر يسميه بعثمان، وكان من سكان [عمارية] قرب الموصل.

<<  <   >  >>