للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد حكم عبد العزيز بن محمد بن سعود من سنة ١١٧٩ هـ (سنة ١٧٦٥ م) إلى سنة ١٢١٨ هـ (١٨٠٣ م) أي مدة تسعة وثلاثين عاما، ومضى أكثر عهد حكمه تحت إشراف مباشر من شيخ الإسلام نفسه، وكان عبد العزيز قد برزت أهميته قبل سنة ١١٥٩ هـ/ ١٧٤٤ م أي قبل وفاة والده، وجميع المعارك العامة التي خاضتها الجيوش النجدية من سنة ١٥٩١ هـ إلى ١١٧٩ هـ (أي سنة ١٧٤٤ م إلى ١٧٦٥ م) كانت تحت قيادته. كما أن جميع المعارك التي وقعت في عهده كانت بقيادة ولي عهده سعود بن عبد العزيز، وكان عبد العزيز قد استفاد بصحبة شيخ الإسلام، ولذلك كانت محبة الدعوة والتبليغ مسيطرة على قلبه، وكلما تم له الاستيلاء على بلد من البلدان كان أول همه تعيين الوعاظ والمصلحين، وكان مطبوعا على الشفقة والرحمة على رعيته. ولسنا الآن في مجال التفصيل والإحاطة فقد ذكر ابن بشر محاسنه وعاداته بكمال، ونحن. نكتفي هنا بذكر شهادة واحدة وهي من القاضي محمد بن علي الشوكاني (سنة ١١٧٣ هـ/ ١٧٦٠ م- سنة ١٢٥٠ هـ/ ١٨٣٢ م) ، وكان الشوكاني معاصرا للأمير عبد العزيز، ولا يمكن أن يتهم بأنه كان مواليا لشيخ الإسلام١ قال الشوكاني:

"ومن دخل تحت حوزته أقام الصلاة والزكاة والصيام وسائر شعائر الإسلام، ودخل في طاعته من عرب الشام الساكنين ما بين الحجاز، وصعدة غالبهم إما رغبة وإما رهبة، وصاروا مقيمين لفرائض الدين بعد أن كانوا لا يعرفون من الإسلام شيئا، ولا يقومون بشيء من واجباته إلا مجرد التكلم بلفظ الشهادتين على ما في لفظهم من عوج، وبالجملة فكانوا في جاهلية جهلاء كما تواترت بذلك الأخبار إلينا، ثم صاروا الآن يصلون الصلوات لأوقاتها، ويأتون بسائر الأركان الإسلامية على أبلغ صفاتها٢. وقد امتدح برك هارت أيضا جهوده في الدعوة إلى الله وتعيينه للقضاة وعدل القضاة وغيرها في كلمات رائعة٣.


١ يراجع الباب الرابع "الدعوة وحقيقتها" والباب الخامس "افتراءات وأكاذيب".
٢ البدر الطالع.

<<  <   >  >>