للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك أجبر سعود الجنود التركية على أن تترك مكة وبايع غالب سعودا١، وكان في هذا الحج مع سعود جميع أمرائه وعدد كبير من أهل نجد ونواحيها.

إصلاحات أخرى:

لقد حج سعود للمرة الثالثة في سنة ١٢٢١ هـ، ثم استمر يحج بعد ذلك كل سنة إلى سنة ١٢٢٧ هـ. وكان شغله الشاغل في هذه الأسفار والاجتماعات وتجمعات الحج هو الدعوة إلى الله وإصلاح شئون المسلمين، فمنع المحامل التي كانت ترد من مصر والشام كما منع الملاهي والأغاني التي كانت تصحب القوافل عادة٢. قال ابن بشر:

"وفشا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة، فلا يشرب التنباك في أسواقها، وأمر سعود أن يجعل في أسواقها من يأمرهم بالصلاة إذا دخل الوقت، فكان إذا أذن دار الرجال في الأسواق: الصلاة، الصلاة" ٣.

وفي سنة ١٢٢٥ هـ تشرف ابن بشر بنفسه بزيارة بيت الله الحرام والحج وذكر لنا ما شاهده هناك فقال: "وحججت في تلك السنة، وشهدت سعودا وهو راكب مطية محرما بالحج، ونحن مجتمعون في نمره لصلاة الظهر وخطب فوق ظهرها خطبة بليغة، ووعظ الناس فيها وعلمهم المناسك، وذكر ما أنعم الله عليهم به من الاعتصام بكلمة لا إله إلا الله، وما أعطى الله في ضمنها من الاجتماع بعد التفرق وأمان السبل وكثرة الأموال وانقياد عصاة الرجال، وإن أضعف ضعيف يأخذ حقه كاملا من أكبر كبير من مشايخ البوادي وأعظم عظيم من رؤساء البلدان.

ونادى وهو على ظهرها لا يحمل في مكة سلاح، ولا تبرج امرأة بزينة، وتوعد من فعل ذلك من جميع رعيته ... وجعل في الأسواق رجالا وقت الصلاة يحضونهم عليها فلا


١ عنوان المجد ١: ١٣٨.
٢ خلاصة الكلام: ٢٩٤.
٣ سنة ١٢٢٢ هـ (سنة ١٨٠٩ م) عنوان المجد ١: ١٤١.

<<  <   >  >>