للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تجد فيها وقت الصلاة متخلفا إلا نادرا، ولا تجد في الأسواق في جميع هذا الحج من يشرب التنباك ولا غيره من المحظورات إلا ما لا يرى ظاهرا".١

وقال أيضا في أخبار سنة ١٢٢٦ هـ (١٨١٢ م) : "ولا ترى الآن منكرا في مكة المكرمة (شرب التنباك وترك الصلاة والحلف بغير الله" ... الخ.

وذكر الجبرتي إصلاحات سعود بن عبد العزيز بتفصيل أكثر فقال في صدد ذكره لمعاهدة الصلح بين الشريف غالب والأمير سعود في حوادث محرم سنة ١٢٢١ هـ.

"وأمر بمنع المنكرات والتجاهر بها وشرب الأراجيل والتنباك في المسعى وبين الصفا والمروة، وبالملازمة على الصلوات في الجماعة، ودفع الزكاة وترك لبس الحرير والمقصبات، وإبطال المكوس والمظالم، وكانوا خرجوا عن الحدود في ذلك حتى إن الميت يأخذون عليه خمسة فرانسة أو عشرة بحسب حاله. وإن لم يدفع أهله القدر الذي يتقدر عليه فلا يقدرون على رفعه ودفنه، ولا يتقرب إليه الغاسل ليغسله حتى يأتيه الإذن.

وغير ذلك من البدع والمكوس والمظالم التي أحدثوها على المبيعات والمشتريات على البائع والمشترى، ومصادرات الناس في أموالهم ودورهم، فيكون الشخص من سائر الناس جالسا بداره فما يشعر على حين غفلة منه إلا والأعوان يأمرونه بإخلاء الدار وخروجه منها، ويقولون: إن سيد الجميع محتاج إليها فإما أن يخرج منها جملة وتصير من أملاك الشريف، وإما أن يصالح عليها بمقدار ثمنها أو أقل أو أكثر. فعاهده على ترك ذلك كله ... واتباع ما أمر الله تعالى به في كتابه العزيز من إخلاص التوحيد لله وحده واتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وما كان عليه الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون إلى آخر القرن الثالث، وترك ما حدث في الناس من الالتجاء لغير الله من المخلوقين الأحياء والأموات في الشدائد والمهمات.

وما أحدثوه من بناء القباب على القبور والتصاوير والزخارف وتقبيل الأعقاب والخضوع والتذلل والمناداة والطواف والنذور والذبح والقربان وعمل الأعياد والمواسم لها، واجتماع أصناف الخلائق واختلاط النساء بالرجال وباقي الأشياء التي فيها شركة المخلوقين مع الخالق


١ عنوان المجد ١: ١٥١.

<<  <   >  >>