للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غارة المصريين:

لقد امتد نفوذ الحكومة النجدية في الشمال من حلب١ إلى المحيط الهندي في الجنوب، ومن الخليج في الشرق إلى البحر الأحمر في الغرب، وبغض النظر عن هزيمة رأس الخيمة فلم تصب هذه الحكومة الفتية بأي صدمة حتى الآن.

وكان أخبار القوة النجدية تتوارد إلى الآستانة باستمرار، وقد عجز حكام بغداد ودمشق وجدة عن مقاومتهم، وأخيرا بعد ما ضاق الباب العالي ذرعا عين محمد علي خديوي مصر لكسر شوكة أهل نجد٢، ويقال: إنه لم يعين حاكما على مصر في سنة ١٨٠٤ م إلا بهذا الشرط، ولمثل هذه المواقع قد قيل: "اقتل الحية ولا تكسر عصاك"، فكانت قوة محمد علي الخديوي المصري٣ المتزايدة يوما فيوما، خطرا على الباب العالي. فالمحاربة بين آل سعود والخديوي المصري ما كانت تخلو من فائدة. لأصحاب العروش في الآستانة.


١ الواقع أن نفوذ الحكومة النجدية لم يصل إلى حلب وإنما وصل إلى جنوب الشام "المترجم".
٢ سنة ١٢٢٦ هـ "١٨١١ م".
٣ كان "محمد علي باشا" هو الجد الأعلى للملوك الحاكمين في مصر في الوقت الحاضر "أي وقت تأليف الكتاب: المترجم"، وكان ألباني الأصل وكان خلفه إبراهيم يقول: " إن اللغة العربية والحضارة العربية قد جعلتنا عربا" ولد محمد علي سنة ١١٨٢ هـ "١٧٦٨ م" ومات سنة ١٢٦٥ هـ "١٨٤٩ م".

<<  <   >  >>