للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو بنفسه١. وأرسله غالب إلى محمد علي في مصر، لكن محمد علي كان قد خرج عامدا إلى الحجاز قبل وصوله إلى مصر. وفي غيابه طيف بعثمان المضايفي على بغله في جميع أنحاء القاهرة، ثم أرسل إلى الأستانة حيث كان الموت في انتظاره٢.

وأحمد زينى دحلان مع أنه لم يترك خفية ولا جلية٣ في ذم عثمان المضايفي لم يتمالك من إظهار أسفه على هذا القتل المؤلم فقال: "ولما كان عثمان المضايفي في مصر اجتمع به بعض رجال دولة محمد علي باشا، وحادثوه ساعة فرأوه فصيحا يجيبهم بجنس كلامهم بأحسن خطاب وأوضح جواب، وفيه سكون وتؤدة في الخطاب، وعليه آثار الإمارة والحشمة والنجابة، ومعرفة مواقع الكلام حتى قال بعضهم لبعض يا أسفا على مثل هذا إذا ذهب إلى دار السلطنة يقتلونه ٤.

واضطرب محمد علي عن سير المعارك وتقدمها فتوجه بنفسه إلى الحجاز، ووصل جدة في أواخر شوال٥ وبعد وصوله على الفور خلع الشريف غالبا عن إمارته وألقى القبض عليه، ثم أرسل إلى مصر مسجونا ومن هناك إلى سلانيك ثم انتقل المسكين من هناك إلى دار الآخرة بعد سنتين٦.


١ ١٠ رمضان المبارك سنة ١٢٢٨ هـ " ٦ اغسطس ١٨١٣ م" عنوان المجد ١: ١٦٢، ولقد أخر فلبي "٩٦" حادثة اعتقال عثمان المضايفي وقتله. وذكرها كل من أحمد دحلان "٢٩٦" وابن بشر "١٦٢ " قبل ورود محمد علي إلى الحجاز, وذكر بركهارت "٢٤٧" وبرائجس "٦١" أن جائزة قدرها خمسة آلاف دولار كانت قد عينت لمن يعتقل عثمان المضايفي وذكر أن تاريخ اعتقاله سبتمبر سنة ١٨١٣ م وبعد معركة بسل التي سنذكرها بعد قليل.
٢ أواخر سنة ١٢٢٨ هـ "ديسمبر سنة ١٨١٣ م".
٣ يراجع خلاصة الكلام: ٢٧١ , ٢٧٢.
٤ خلاصة الكلام: ٢٩٦ "ملخصا".
٥ ١٤ شوال سنة ١٢٢٨ هـ "١٠ أكتوبر سنة ١٨١٣ م" خلاصة الكلام: ٢٩٦، ولقد عين فلبي (٦٥) تاريخ وروده جدة ٢٨ أغسطس سنة ١٨١٣ م واكتفى ماردتمان بقوله (أواخر أغسطس) وابن بشر (١: ١٦٣) ذكر شهر ذي القعدة فقط، وذكر بركهارت "٢٨١" وبرائجس "٦٣" بأنه كان في سبتمبر سنة ١٨١٣ م. ولقد اعتمدنا هنا على خلاصة الكلام. أما التاريخ الذي ذكره فلبي فلا يتفق مع ترتيب الحوادث.
٦ أواخر رمضان سنة ١٢٣١ هـ "يوليو سنة ١٨١٦ م". عنوان المجد ١: ١٨٥ الرحلة الحجازية: ٨٩. وبركهارت: ٢٦٢.

<<  <   >  >>