للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعين ابن أخيه يحيى بن سرور أميرا على مكة، ولكن إمارته كانت صورية فقط؛ لأن الحكم الحقيقي كان في يد حاكم الحجاز الجديد "أحمد باشا"، وهكذا أخلى الحجاز من سيطرة "الوهابيين المتهمين"، وأصبح ولاية لحكومة مصر١. وكل ما فعله غالب سعيا وراء هذه الإمارة لم يغنه شيئا:- "فقد كان الشريف غالب يمالئ الوهابيين "اتقاء شرهم" ويتظاهر بما يوافق مذهبهم. فكان أحيانا يأمر بهدم ما بقي من قباب الصالحين بمكة وجدة، وأخرى ينبه باقتصار المؤذنين على الأذان دون السلام وغير ذلك من الأمور التي توافق مذهب الوهابية" ٢.

كل هذا كان خوفا من أن يخلعه سعود عن الإمارة.٣، ولكن سعودا كان طاهر النية مخلصا. فترك غالبا وإمارته، أما محمد علي فكان رجلا ماديا بحتا همه الدنيا فقط، فكان أول عمل عمله بعد تثبيت أقدامه هو القضاء على هذا المسكين. وإن كنت تريد أن تعرف تفاصيل تلك المكيدة التي دبرها محمد علي لإلقاء القبض على غالب فارجع إلى خلاصة الكلام٤. وذكر برائجس أيضا تفاصيل قصة أسر غالب٥ وهي تشبه ما ورد في خلاصة الكلام، وقد بين أيضا تفصيل منازعات محمد علي٦ فيقول في موضوع في ذكرهما: "لم يكن من المتوقع من رجلين مكارين مثل محمد علي وغالب (accomplished in deceit So) أن يثق كل منهما بالآخر" ٧.


١ وما زال الحجاز بعد ذلك تابعا لمصر مدة طويلة، وفي هذه المدة توترت العلاقات بين محمد علي والباب العالي ووقعت معارك دامية، واستولى ابن محمد علي على الشام. ولكن لما اعتلى السلطان عبد المجيد على العرش سنة ١٢٥٥ هـ عاد الحجاز تحت حماية مباشرة من الدولة العلية "خلاصة الكلام ٣٠٨".
٢ الرحلة الحجازية: ٨٩.
٣ خلاصة الكلام: ٢٩٤.
٤ وخلاصة هذه المكيدة أن محمد علي دعاه إلى مأدبة في دار الإمارة، وأخفى رجاله هناك، ولما وجدوه أعزل من السلاح، وبعيدا عن أعوانه وأنصاره انقضوا عليه وأسروه. "ولم يجد الحجازيون الجبناء سوى أن يمسكوا رءوسهم".
٥ ص: ٦٨ , ٦٩.
٦ ص: ٦١ , ٦٩.
٧ ص: ٤٧.

<<  <   >  >>