للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبركهارت أيضا يشكو أكثر من مرة سوء نية محمد علي وخداعه. إلا أنه يمدح غالبا١، ولقد كان بركهارت موجودا في مصر حينما وصل غالب أسيرا. وذكر انطباعاته بعد ما لقيه ٢.

ولكن مع هذا لم تكن أوضاع محمد علي والمصريين مستقرة، وإن كانت بلاد الحجاز وعسير وشواطئ اليمن قد وقعت تحت سيطرتهم، ولكن النجديين كانوا يمارسون حكمهم في المدن الداخلية، ولهذا أرسل "مصطفى بك" لمحاربتهم واشتعلت نيران الحرب من جديد في "تربة"، ولكن المصريين لم يستفيدوا منها شيئا سوى هزيمة نكراء٣. ومن الغريب أن النجديين قد خاضوا هذه المعركة تحت قيادة امرأة٤ شجاعة تسمى "غالية"، ولقد أظهر بركهارت براعة قلمه في وصف جرأة "غالية" وبسالتها.

وفي محرم سنة ١٢٢٩هـ (يناير سنة ١٨١٤) وصلت إمدادات مصرية جديدة عن طريق البحر والتقى الفريقان في مقربة من (القنفذة) وانهزم المصريون مرة أخرى.٥

وفاة سعود رحمه الله:

وبينما كانت المعارك تجتاز هذه المرحلة الحاسمة، وكان النجديون يعدون العدة لخوض معركة شاملة جديدة، وإذا بالبطل يغادر الموكب.

توفي الأمير سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود في ليلة الاثنين ١١ جمادى الأولى سنة ١٢٢٩هـ (أول مايو سنة ١٨١٤ م) ٦، وهكذا خلا الجو لمحمد علي ومعاركه. وفقدت الدولة النجدية آمال الرقي والازدهار على الأقل في الوقت الحاضر.


١ بركهارت: ٢٤٢.
٢ أيضا: ٢٥٩ , ٢٦٢.
٣ أواخر ذي الحجة ١٢٢٨ هـ "ديسمبر سنة ١٨١٣ م" عنوان المجد ١: ١٦٣ , ١٦٤.
٤ بركهارت: ٣٦٨ , ٣٦٩ , فلبي: ٩٦ , دحلان: ٣٠٠.
٥ عنوان المجد ١: ١٩٤.
٦ عنوان المجد ١: ١٧٦ ويذكر ماردتمان أنه توفي في ٨ جمادى الأولى "٢٧ ابريل سنة ١٨١١ م" ولكننا نشك في صحته.

<<  <   >  >>