للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طوسون سالما آمنا إلى المدينة ١.

ويظهر من الروايات المذكورة التي ذكرها ابن بشر وفلبي بأن الصلح كان قد تم بين طوسون وعبد الله.

ويؤكد ذلك قول ابن بشر أن سفراء عبد الله رجعوا من مصر ناجحين ٢.

ويزيد فلبي أن محمد علي ما أعجبه هذا الصلح وطلب من عبد الله أن يحضر فورا إلى الأستانة وإلا فستدمر الدرعية عن بكرة أبيها. ولكن ما كان لعبد الله أن يلقي بنفسه على أقدام أرباب الحكومة فتوجه إلى تنظيم القبائل التابعة له واستحكام عاصمته.٣

سفراء عبد الله في مصر:

ولكن الذي يتبين لنا من أقوال الجبرتي وغيره من المؤرخين سوى ابن بشر وفلبي أن الصلح كان موقوفا على موافقة محمد علي، ولأجل هذا أرسل إليه عبد الله سفيرين بعدما تم الاتفاق بينه وبين طوسون، وقد توجه هذان السفيران إلى مصر من طريق المدينة في أول شعبان سنة ١٢٣٠هـ (٩ يوليو سنة ١٨١٥م) ، ووصلا إلى مصر في بداية شوال واجتمعا بالباشا ٤.

"فكان الباشا لم يعجبه هذا الصلح ولم تظهر عليه علامات الرضى بذلك ولم يحسن نزل الواصلين، ولما اجتمعا به وخاطبهما عاتبهما على المخالفة فاعتذرا" ٥.

وكما يروي الجبرتي فقد تكلم السفيران النجديان بلين وخضوع، وذكرا أن سعود بن عبد العزيز كان شديدا أما عبد الله فهو لين الطبع.


١ بركهارت: ٣٤٧ وذلك في أواخر يونيو ١٨١٥ م.
٢ عنوان المجد ١: ١٨٣.
٣ فلبي ٩٧.
٤ الجبرتي ٤: ٢٢٩.
٥ الجبرتي ٤: ٢٢٩.

<<  <   >  >>